وجّهت واشنطن أصابع الاتّهام إلى "جماعات مسلّحة متشدّدة مدعومة من إيران" تنشط في سوريا والعراق، بعد الهجوم بطائرة بدون طيار الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن. وتتمتّع هذه الفصائل المسلّحة المرتبطة مؤسسياً بقوات الحشد الشعبي بنفوذ سياسي كبير في العراق، وتعتمد خطاباً يسلّط الضوء على عدائها للولايات المتحدة وارتباطها بـ"محور المقاومة" والتحالف مع طهران.


تشكل "المقاومة الإسلامية في العراق" مجموعة من المقاتلين من جماعات مسلّحة موالية لإيران، وتعلن مسؤوليتها عن معظم الهجمات التي استهدفت القوّات الأميركية وقوّات التحالف الدولي في العراق وسوريا. وتشمل هذه المجموعات:

  • كتائب "حزب الله" العراقي
  • كتائب "النجباء"
  • كتائب "سيد الشهداء"

وترتبط هذه الجماعات جميعًا بالحشد الشعبي، وهو تحالف غير متجانس من القوّات شبه العسكرية السابقة التي ظهرت في حزيران (يونيو) 2014 لدعم قوّات الأمن ضد تنظيم "داعش". وتضم هذه الجماعات أكثر من 160 ألف عنصر بحسب التقديرات، ولم تقدّم السلطات ولا أي مؤسسة أرقاماً رسمية عن إعداده.

ما هي جذورها؟

تأسست غالبية هذه الجماعات في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وكانت تقاتل ضد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي. وخلال تلك الفترة، تم تأسيس وتدريب مجموعات مسلّحة جديدة على يد الجنرال الإيراني قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، فرع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني.

ولعبت هذه الجماعات دورًا أساسيًا في دحر تنظيم "داعش" عام 2017، بدعم من التحالف الدولي نفسه الذي تقوده واشنطن وتستهدفه حالياً الهجمات.

تتمتع فصائل الحشد الشعبي بنفوذ سياسي كبير في العراق، حيث تمتلك مقاعد في البرلمان وشاركت في تشكيل الحكومة الحالية. وتعتمد هذه الفصائل خطابًا يسلّط الضوء على عدائها للولايات المتحدة وارتباطها بـ"محور المقاومة" والتحالف مع طهران.

وتسببت التوتّرات الإقليمية في احتكاك في المعسكر السياسي الموالي لإيران في العراق، ووصلت إلى الإطار التنسيقي صاحب الأغلبية البرلمانية المكونة من أحزاب موالية لإيران، والذي عيّن حكومة محمد شيّاع السوداني الحالية.

وأدان السوداني الهجمات التي استهدفت التحالف الدولي، وأكّد مجدّداً التزام الحكومة بضمان حماية القوّات الأجنبية.

ودفعه تصاعد التوتّرات إلى بدء مباحثات مع واشنطن والمطالبة بـ"جدول زمني محدّد لإنهاء المهمّة العسكرية للتحالف" و"خفض تدريجي" في عدد مستشاري التحالف.

ورحّب الإطار التنسيقي بهذه العملية وأعلن رفضه "للاعتداءات الإرهابية" بعد الهجمات الصاروخية في كانون الأول (ديسمبر) على السفارة الأميركية.

تسعى فصائل الحشد الشعبي إلى تنويع أنشطتها، ومن خلال تنمية قوّتها الناعمة، أصبح لديها قنوات تلفزيونية، إضافة إلى إنتاج أفلام ومسلسلات تلفزيونية، وتمويل فرق رياضية.

وكلّفت الحكومة التي ترغب في تطوير البنية التحتية، هيئة الحشد التي أسّست شركة عامة أطلقت عليها "المهندس" نهاية 2022 برأسمال يبلغ حوالي 68 مليون دولار، إدارة هذه الأعمال.

وتشمل أنشطة شركة "المهندس" مجموعة واسعة من الأعمال منها "المشاريع الصناعية والتعدين والمشاريع الزراعية واسعة النطاق واستيراد وتأجير المركبات والمعدات"، بحسب دراسة لمعهد واشنطن الأميركي للأبحاث.


المصدر : وكالات