بعد تعرض بعض الطارئين لشخص ومقام صاحب الغبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة يهم الاتحاد الماروني العالمي توضيح بعض النقاط على الشكل التالي:


إن البطريرك الماروني هو رأس الكنيسة المارونية وممثلها في العالم أجمع، وبهذه الصفة يتقدم كل أبنائها المقيمين في لبنان والمشرق وسائر أنحاء العالم، والذين يفوق عددهم على أثني عشر مليون مؤمن ومتحدر من تلك الشجرة الوارفة التي جزورها ومحجتها في لبنان "الجبل المقدس" الذي أراده الله هيكلا له يتوسط أرض الحضارة البشرية ويحمل تراثها الانساني وتجاربها طيلة الآلاف الستة من التاريخ المعروف والتي عاشتها بكل مآسيها وانجازاتها.

إن صاحب الغبطة الذي يجلس على كرسي بطرس الانطاكي هو وريث ذلك الذي أعطي أن يحمل هموم المقهورين في الأرض ويرفعها تقدمة على مذابح صاحب العزة الالاهية، وبهذه المهمة الموكولة إليه يترفع عن كل الصغائر ويتسامى عن الضغينة والحقد.

إن مجد لبنان، الذي تمنى الكثيرون أن يتطلعوا صوبه ولم ينالوا تلك الحظوة، أعطي له وقد غسل بدم الشهداء وتضحيات النساك ودعوات القديسين وصلوات المنزرعين العاملين في الأرض ونظرهم متعلق دوما في السماء، تقوة وخشوع إضافة إلى استمرارهم في الجهد والتعاون ارضاءً لمشيئة الله في بناء الانسان على صورته ومثاله.

 إن على من يتشاوف اليوم، بسلاح قاتل أو بعصبية رعناء، ويتشدّق على المقامات بدون معرفة لا        بل بكل الجهل الذي يعيشه، أن يتعظ من التاريخ المجيد لهذا المقام وما يمثل، فلا القوى التي أغتصبت مناصب كنسية أو عروش دنيوية، ولا تلك التي تغاوت بالعدد والعدة أو بالمعرفة والثروة بقي لها ما تغتر به، بينما عصا ذلك الراعي الساكن في وادي القديسين لا تزال خضراء؛ تبارك فتحمي، وتقدس فتعطي، ويفيض الخير والمحبة من الظل الذي يلامس ما تقع عليه، ولا حاجة للسيوف لحمايتها ولا للألسن للدفاع عنها، فوحده تعالى يعطيها القدرة على الاستمرار ورعاية الشعب الكادح، مهما تعاظم الغي وتفاقم الظلم وأغتر الساقطون. فكما أن "الجبة لا تصنع الراهب" كذلك العمائم واللحى لن تصنع أولياءً لله ولا مدافعين عن الغزة، وهو تعالى ليس بحاجة لسلاحهم ولا لتشدقهم باهانة خدامه والادعاء بأنهم يفرضون بالقوة والتجبر مشيئته. 


إن الاتحاد الماروني العالمي لن يرد على الساقطين بلغتهم ولا على المبتذلين بنفس الأسلوب، إنما يدعو من يدّعون الفهم أن يردعوا أولئك الهائجين المتهورين والذين تقودهم غرائز وأوهام، فيتعظوا من التاريخ ويقرأوا المستقبل، قبل أن يتمادوا بالغي ويسقطوا بشر مقاصدهم. فالتاريخ مدرسة لمن يقرأ وعظة لمن يتعظ، و"لو هي دامت لغيرك ما وصلت إليك" وإن "الصبر مفتاح الفرج".


المصدر : Transparency News