سلمى حجازي


يبرز الرئيس نبيه بري، رئيس مجلس النواب، كمحور لأزمة تنخر في جسد الدولة وتهدّد بقائها. يتّهم مصدر سياسي برّي بمحاولة التمسُّك بدوره ودور فريقه السياسي من خلال خرق صريح للدستور، في مسعى واضح للإبقاء على السلطة ضمن قبضته وقبضة حلفائه.

الأزمة التي يعيشها لبنان اليوم ليست مجرَّد عراقيل في طريق انتخاب رئيس للجمهورية، بل هي أعمق من ذلك بكثير. تكمن جذور المشكلة في رغبة برّي وحلفائه، وعلى رأسهم حزب الله، في السيطرة الكاملة على الحكم وتوجيه مستقبل لبنان نحو ما يخدم مصالحهم الخاصة، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار البلاد ومصالح الناس. يَعرف الرئيس برّي أنّه إذا لم يستطع المجيء بمرشحه هذه المرة فسيفقدون السيطرة وتبدأ مرحلة الأُفول السياسي لمرحلة الشيعيّة السياسية.

يشير المصدر السياسي إلى أن الرئيس برّي يسعى للمحافظة على نفوذه من خلال دعم مرشح رئاسي يمكن استخدامه كأداة لتنفيذ أجندتهم في مواجهة التحوّلات الإقليمية المقبلة. هذه الاستراتيجية، هي في سبيل الإمساك بزمام الدولة بطرق مُلتوية، تكشف عن عمق الأزمة التي تعصف بلبنان. المستقبل الذي يخطّط له برّي وحلفاؤه يعكس رؤية ضيّقة الأفق، تضع مصالح جماعة معينة فوق مصلحة الوطن. الإصرار على عرقلة العمليّة الديمقراطية وتأخير انتخاب رئيس للجمهورية يؤكّد على نهج الإقصاء والتحكّم الذي يعتمده هذا الفريق السياسي، مغامراً بمستقبل لبنان ورهنه لتأثيرات إقليمية لا تخدم السلم والاستقرار الداخليين.

إنّ الأزمة الراهنة بحسب المصدر السياسي، تتطلّب أكثر من مجرّد حلول ترقيعية؛ إنّها تستدعي إعادة نظر جذرية في النظام السياسي برمّته، بما يضمن إستقرار ثابت ولمصلحة كل أطياف المجتمع اللبناني ويحفظ كرامة الدولة وسيادتها.

يخلص المصدر السياسي، أنّ القوى السيادية والمجتمع الدولي عليهم دور كبير من خلال عدم الرضوخ أو التهاون مع فزلكات الرئيس برّي، والعمل على إنقاذ البلاد من أزمتها الراهنة. يجب ألّا يسمح لأيّ فرد أو جماعة بتعطيل مستقبل الوطن لأجل مصالحه. الوقت اليوم  للوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات الاستحواذ والتفرّد بالقرار، مؤكِّدين على حق اللبنانيين في دولة تحترم إرادتهم وتعمل لصالحهم.

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News