حذر وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين من كارثة بيئية حقيقية تتهدد لبنان، جراء استهداف العدو الإسرائيلي للبلدات الحدودية في الجنوب، حيث قضت قذائفه وأسلحته الفوسفورية على مساحات حرجية شاسعة ذات أهمية بيئية عالية، وأراضٍ زراعية وعشرات الآلاف من أشجار الزيتون.


ليست هذه المرة الأولى التي تُستهدف فيها الأشجار على الحدود اللبنانية، فمنذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر من العام الماضي، تم رصد مئات الحرائق، وتجاوزت مساحة الأراضي المحترقة مئات الأميال المربعة، مع خسارة كبيرة في أشجار الزيتون والصنوبر والسنديان.

أكد رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور ضومط كامل أن الوضع البيئي في لبنان بات في خطر كبير، وأن تداعياته امتدت إلى البلدان المجاورة. فالغارات الجوية والأسلحة المستخدمة تسببت بتلوث هائل، حيث تتحرك الغازات المنبعثة من القذائف لمسافات كبيرة مع الرياح، وتبقى في الهواء لفترة طويلة، كما تُشاهد سحابة من الدخان الأسود فوق بيروت كل صباح تحمل العديد من الملوثات المضرة بالصحة.

وحذر كامل من أن هذا التلوث لن يبقى في الهواء فقط، بل سيتسرب إلى المياه الجوفية، مما يجعلها مشبعة بالمعادن، ويحولها إلى كارثة حقيقية. فمع إمكانية إعادة زراعة الأشجار المحترقة، يبقى تلوث المياه الجوفية خطراً لا يمكن إصلاحه بسهولة.

وطالب كامل بوضع خطة طوارئ بيئية للحد من الخسائر البيئية في الجنوب، وحماية المواطنين من تداعياتها الكارثية. فغابات لبنان تُعد الرئة والمتنفس لمنطقة شرق المتوسط، وتؤمن كميات الأوكسجين المطلوبة لتلك المناطق، وبالتالي فإن أي تهديد لها يشكل خطراً كبيراً على البيئة العالمية والإنسان وكل الكائنات الحية.

يبقى أن الواجب يقع على عاتق الجميع للحفاظ على غابات لبنان، عبر المحافظة على الهواء النظيف والمياه الجوفية. فمع توقف الحروب التي تدمر البشر والحجر، وعودة السلام إلى لبنان، يمكننا العمل على إعادة تأهيل البيئة وحماية هذا الكنز الثمين للأجيال القادمة.


المصدر : وكالات