كتب - وائل الزين


في ظلّ تصاعد التوتّرات في المنطقة، لا سيّما على جبهة الجنوب اللبناني وفي قطاع غزّة، يأتي دور حزب الله في المنطقة تحت المجهر مرة أخرى. بحسب تصريحات الحزب، بأنّه فتح جبهة الجنوب لدعم حرب غزّة، لكنّ الواقع الميداني أظهر أنّ الحزب لم يستطع تغيير مجرى الأحداث بشكل ملموس، ما يُبرز التحدّيات الكبيرة والخسائر المادية والبشرية الفادحة التي واجهتها المنطقة.

التحدّي الأكبر الذي لم يتوقّعه حزب الله هو أن ترتدّ  نتائج حرب غزّة عليه من خلال الضغط الكبير لتطبيق القرار الدولي 1701 بضغوط أمريكية جدّية، والتي تهدف إلى تأمين الحدود الإسرائيلية. بداية المناوشات في الجنوب كانت محاولة من حزب الله لتأمين موقف متقدّم يمكن أن يستفيد منه في سياق مكتسبات حرب غزّة. لكن، ضعف الدعم الإيراني وفشل استراتيجية "وحدة الساحات" الذي لطالما نادى بها الحزب جعل موقفه أكثر تعقيداً.

إذا ما استمرّ حزب الله في المناوشات، فإنّ ذلك قد يؤدّي فقط إلى تعزيز إصرار الولايات المتحدة ومن خلفها إسرائيل على تنفيذ القرار 1701. في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر تلميحات من المقرّبين للحزب حول إمكانيّة تنفيذ القرار لتجنُّب اندلاع حرب جديدة، هذه التلميحات بالإضافة إلى تصوير الحزب مبكراً أنّه إنتصر ما هي إلّا محاولة لتصوير نصر وهمي أمام الداخل من جهة وإرضاء المجتمع الدولي من جهة أخرى.

تطرح هذه التطوّرات تساؤلات حول ما إذا كان حزب الله سيتّخذ موقفاً، متلطّياً خلف الدولة، ليظهر فيه كمنتصر يحترم قرارات الدولة، على الرغم من عدم احترامه لهذه القرارات عند فتحه المعركة. يشير هذا السيناريو إلى محاولة الحزب إيجاد مخرج من مأزقه يحافظ على مكانته السياسية والعسكرية.

في النهاية، يظلّ السؤال المحوري: هل سينجح حزب الله في التوفيق بين الضغوط الإقليمية والدولية ومصالحه الاستراتيجية؟ وهل سيعتبر التزامه بالقرار 1701 من خلال الدولة، إن حدث نصراً على الأقل أمام جماعته كما حصل بعد حرب تموز 2006؟

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News