لا شك أن الذاكرة عملية معقدة، تثير الكثير من التساؤلات حول كيفية عملها، وكيفية تحسينها، وكيفية التعامل مع النسيان.


تُظهر الأبحاث الحديثة أن النسيان ليس مجرد عجز، بل هو وظيفة تكيفية للدماغ تساهم في التعلم وتحديث الذاكرة.

يشير هذا إلى أن النسيان عملية نشطة، تتضمن مرونة جديدة تعدل وظيفة الذاكرة من أجل تعزيز السلوك التكيفي. بعبارة أخرى، ينطوي تحديث الذاكرة على قيام العقل ببعض النسيان الاستراتيجي.

لا يعني هذا أن الذكريات المنسية يتم محوها تمامًا، بل يتم تخفيض رتبها إلى حالة خاملة. هذا يفسر جزئيًا سبب سهولة التعرف على المعلومات أكثر من تذكرها.

ما هو الحل؟

تكمن القوة في إعادة التعرض لفترة وجيزة لكل ما تعلمه المرء سابقًا.

على سبيل المثال، إذا درس شخص ما قسمًا من عرض مبيعات، فيجب عليه في اليوم التالي مراجعة ما تعلمه قبل الانتقال إلى القسم التالي.

أظهرت الدراسات أن إعادة التعرض، مثل مراجعة المعلومات قبل النوم أو في الصباح التالي، تزيد من معدل الاحتفاظ على المدى الطويل بنسبة 50%.

وتشير دراسات أخرى إلى أن "الممارسة الموزعة" هي طريقة أكثر فعالية للتعلم. ففي كل مرة يحاول فيها الشخص استرجاع المعلومات، يصبح استرجاعها أسهل.

لذا، فإن التعلم لا يمكن أن يتم بشكل فردي، بل يتطلب نسيان بعض الذكريات لتحويلها إلى حالة سبات، وإعادة تنشيط الذكريات القديمة بشكل دوري من خلال المراجعة.

في الختام، لا يعد النسيان دائمًا أمرًا سلبيًا، بل هو جزء من عملية التعلم والتكيف. من خلال إعادة التعرض والممارسة الموزعة، يمكننا تحسين قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات على المدى الطويل.

نصائح إضافية لتحسين الذاكرة:

  • ممارسة الرياضة بانتظام: تُحسّن الرياضة تدفق الدم إلى الدماغ، مما يُعزز وظائفه.
  • النوم الكافي: يُساعد النوم على ترسيخ المعلومات في الذاكرة.
  • تناول نظام غذائي صحي: يُزوّد الدماغ بالعناصر الغذائية التي يحتاجها للعمل بشكل سليم.
  • تقنيات الاسترخاء: تُقلّل من التوتر الذي يُعيق وظائف الذاكرة.
  • الألعاب والأنشطة المُحفزة: تُساعد على تحفيز الدماغ وتحسين الذاكرة.

بتطبيق هذه النصائح، يمكننا تعزيز قدرتنا على التعلم والتذكر، وتحقيق أقصى استفادة من ذاكرتنا.