يقول سياسي مخضرم أنّ السياسة اللبنانية معقّدة ومتنوّعة ويُعتبر التوازن والحيادية من أهمّ مقوّمات الحكم الرشيد. عندما يتّخذ وزير خارجيّة الدولة اللبنانية موقفًا يتبنّى أجندة حزب الله دون الأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية العامة للشعب اللبناني ويقلِّل من شأن الجيش اللبناني، يُطرح سؤال جوهري حول المصلحة والجهة التي تخدمها هذه التوجّهات.


يتابع السياسي المخضرم أنّ تصريحات وزير يمثّل السياسة الخارجية اللبنانية له انعكاسات سلبيّة متعدِّدة.

أوّلاً، من المهمّ التأكيد على أنّ الجيش اللبناني يمثّل ركيزة السيادة الوطنية والاستقرار في لبنان، وأيّ تقليل من قدراته يُعدّ إضعافاً للدولة نفسها. التصريحات التي تُضعف صورة الجيش أمام المجتمع الدولي والشعب اللبناني تؤدّي إلى تقويض الثقة في المؤسّسات الوطنية وتهدّد الأمن والسلام الداخلي.

ثانياً، تبنّي موقف حزب الله بشكل حصري يعكس انحيازاً سياسياً يمكن أن يؤثّر سلباً على النسيج الاجتماعي اللبناني المتنوِّع ويزيد من الانقسامات الداخلية. في دولة تقوم على التوازن بين مختلف الطوائف والأحزاب، من الضروري أن يعكس الخطاب الرسمي التنوُّع ويحترم المصالح المتعدِّدة للشعب اللبناني.

ثالثاً، هذا التصريح يخدم مصالح ضيّقة على حساب الصالح العام. في سياق دولي متوتّر ومعقّد، يمكن أن تؤدّي مثل هذه التصرّفات إلى عزلة لبنان وتقليل قدرته على التفاوض وحماية مصالحه الوطنية.

في الختام يُنهي السياسي، أنّه من المؤسف أنّ تصرّفات فرديّة من قبل مسؤولين قد تُعرِّض مصالح الدولة للخطر ويهدّدها بالعزلة الدولية. تتطلّب الحكمة والمسؤولية،  العمل بما يخدم الصالح العام ويحافظ على الوحدة الوطنية والاستقلالية. لبنان، بحاجة ماسّة إلى قيادة تعزّز الثقة في مؤسّساتها، تحافظ على سيادتها، وتسعى لتحقيق الاستقرار والازدهار لجميع مواطنيها وليس لفئة واحدة فقط.