أحبطت القوات المسلحة الأردنية، الأربعاء، محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المخدرات قادمة من الأراضي السورية، بعد اشتباكات بين قواتها ومهربين، أسفرت عن مقتل 3 مهربين وإصابة جندي من حرس الحدود الأردني.


وجاءت هذه العملية بعد أيام من شن الأردن غارات جوية داخل سوريا استهدفت مستودعات ومخابئ لمهربي المخدرات المدعومين من إيران.

ويُعدّ الأردن من أكثر الدول تضررًا من عمليات تهريب المخدرات من سوريا، خاصةً حبوب الكبتاغون، التي تُعدّ سوريا المصدر الأبرز لها في المنطقة.

وتُؤكد مصادر استخباراتية أن عمليات التهريب هذه أصبحت "منظمة" وتستخدم فيها أحيانًا طائرات مسيرة، وتحظى بحماية مجموعات مسلحة.

ودفع ذلك الأردن إلى استخدام سلاح الجو أكثر من مرة، لضرب هؤلاء وإسقاط طائراتهم المسيرة.

وفي يناير الماضي، اعتقل الجيش الأردني 9 مهربين بحوزتهم مخدرات وأسلحة متنوعة، بعد اشتباكات على الحدود مع سوريا، أوقعت إصابات في صفوف حرس الحدود الأردنيين.

كما وقعت 3 اشتباكات مماثلة في ديسمبر الماضي، أدى أحدها إلى مقتل أحد أفراد حرس الحدود الأردني وإصابة آخر، ومقتل عدد من المهربين، فيما أسفر الآخران عن مقتل 4 مهربين وإصابة آخرين.

وشهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات من جنوب سوريا إلى الأردن.

وعلى الرغم من اتفاق الأردن والنظام السوري على التعاون في سبيل مكافحة تهريب المخدرات، وتشكيل لجنة مشتركة لمواجهة هذا التهديد، إلا أن مسار التنسيق لم يصل إلى أي نتيجة فعلية على الأرض.

وتُعدّ مكافحة تهريب المخدرات من القضايا الرئيسية التي اتفقت الدول العربية عليها فيما يتعلق بسوريا، بعد إعادتها إلى جامعة الدول العربية العام الماضي.

وتُشير هذه العملية إلى استمرار الأردن في استخدام كافة الوسائل المتاحة لمكافحة تهريب المخدرات من سوريا، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية.

وتُظهر أيضًا حجم التحدي الذي يواجهه الأردن في ظل تصاعد عمليات تهريب المخدرات من سوريا، خاصةً مع وجود مجموعات مسلحة تدعم هذه العمليات.

ويبقى السؤال حول ما إذا كان التعاون بين الأردن والنظام السوري في مكافحة تهريب المخدرات سيتحقق فعليًا على الأرض، أم ستبقى هذه العمليات تشكل تهديدًا للأمن القومي الأردني.


المصدر : الحرة