عبد اللهيان يستبدل الوجه الإيراني العسكري لقآني في المنطقة
11-02-2024 11:35 AM GMT+02:00
في وقت تفك إيران ارتباطها بحماس في غزة وحزب الله العراقي في استهداف البرج 22، وفي وقت يفصل القصف الأميركي سوريا عن العراق بين القائم والبوكمال، وبالتالي طهران عن بيروت عسكريًا، يأتي عبد اللهيان ليعوض كلامياً ما فقدته "وحدة الساحات" ميدانيا.
يقول لنا إنّ "أمن لبنان من أمن إيران". هذا التصريح يُذكرني بتصريح رامي مخلوف لصحيفة "نيويورك تايمز" في خضم تخلخل النظام، حيث قال إنّ النظام السوري لن يستسلم بسهولة و"سيقاتل حتى النهاية"، وأن "لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا، وأنّ السلفيين هم البديل عن النظام".
كان مخلوف يقصد أنّ النظام السوري هو من يحمي إسرائيل، وبالتالي وجّه رسالة إلى القوة السياسيّة العالميّة الوحيدة، أمريكا، بأنّ مصلحتها ومصلحة إسرائيل تتطلب بقاء النظام، وهذا ما حدث.
اليوم تتبنى إيران المنطق نفسه، أليس من الأفضل أن يجعل القصف الأميركي لأدواتها في العراق، بما في ذلك استهداف الساعدي واغتياله، "أمن العراق من أمن إيران"، أو استهداف إسرائيل لقادة الحرس الثوري في سوريا، ليكون "أمن سوريا من أمن إيران"!
لماذا "أمن لبنان من أمن إيران"؟ أليس منطقيًا أن يُقال إنّ "أمن إسرائيل من أمن إيران"؟ فلبنان، الملاصق لإسرائيل، يبقى نقطة ربط النزاع الوحيدة للصراع التي يمكن لإيران الاعتماد عليها مع أمريكا في أي جولة من المفاوضات.
تستعجل إيران الحل وتريد التسوية مع الأميركيين الذين واصلوا قصف الميليشيات الإيرانية في العراق حتى بعد أن أعلنت تلك الميليشيات "وقف عملياتها ضد الأميركيين"، وتريد الجلوس على طاولة المفاوضات مع أميركا قبل المرحلة المتوقعة من جنون نتنياهو على رفح وتصاعد الحرب في لبنان، مما يؤدي إلى تدهور الوضع في لبنان بحيث لا يمكن بعدها استبدال لبنان بين أميركا وإيران.
هذه القراءة لا تلغي الواقع الملموس الذي فرضه عبد اللهيان، وهو أنّ لبنان تحت الاحتلال الإيراني مسلوب القرار اليوم، وغدًا سيكون مسلوب الهوية. وإنّ لبنان مجرد مقاطعة إيرانية يُديرها الحزب لأجل إيران دون أن يكون للبنانيين شأن فيها.
لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان:
- بتثبيت هوية لبنان العربية.
- بتثبيت الدستور.
بتحقيق قرارات الأمم المتحدة رقم 1701، 1680، 1559.
( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )
المصدر : Transparency News