كتب طارق أبو زينب في منصة "جسور"


 بدء العد العكسي لعودة رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري الى لبنان للمشاركة في إحياء ذكرى إستشهاد والده رفيق الحريري في الرابع من شباط الجاري في حضور ينتظره جمهوره من سنة لسنة منذ تعلّيقه نشاطه السياسي ومغادرة بيروت، تاركًا خلفه حقل ألغام السياسة اللبنانية وفراغاً لم ينجح أحد بملئه، وتياراً شعبيًا يستعد لاستقباله.

لقد أقر الجميع في لبنان بخلل التمثيل الطائفي عقب انسحاب الحريري الابن من الحياة السياسية، رغم محاولة عدد من اللاعبين الجدد الدخول إلى الخارطة السياسية لملء الفراغ فهل حان موعد استئناف الحريري النشاط السياسي؟ 

نهج وطني عروبي

اندفع معارضو الحريري السياسيون قبل حلفائه للمطالبة بعودته إلى لبنان ويتفاعل الحديث في الشارع اللبناني عن طبيعة عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت وفي اطار الاستعدادات، برزت التحضيرات على صعيد الشعبي في الشارع السني لكي تكون عودتة دائمة تحت شعار "تعوا ننزل ليرجع " وبدأت منذ ليل السبت – الاحد المسيرات السيارة تجوب شوارع العاصمة اللبنانية بيروت وترفع أعلام تيار المستقبل والاناشيد المرحبة بعودة الحريري الى بيروت. 

الحريري الزعيم الاقوى بالاعتدال 

في هذا الإطار، يقول المنسق العام الاعلام في تيار المستقبل عبد السلام موسى في حديث لـ"جسور": "لا شك أن غياب الرئيس سعد الحريري خلّف فراغاً كبيراً نظراً لما يمثله من زعامة وطنية تستمد قوتها من قوة الحضور الشعبي الوازن على امتداد لبنان، أما الفجوة في الحياة السياسة اللبنانية فلم يصنعها غيابه، بل صنعتها سياسات أفقدت البلد مناعته الوطنية والعربية والاقتصادية، بفعل التعطيل وضرب أسس الشراكة الوطنية ومحاولات الانقلاب على "دستور الطائف" وضرب علاقات لبنان بأشقائه العرب ورفض الاصلاحات، وحتمت على الرئيس سعد الحريري، أن يعلق عمله السياسي كي لا يكون "شاهد زور" على كل هذه الممارسات التي لا يرضى بها، ولا تمثل ما يمثله من مشروع وطني وعربي. 

استعداد الجمهور الازرق

واضاف موسى: في 14 شباط 2024، سيعود الرئيس سعد الحريري إلى بيروت لإحياء ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولقاء جمهوره العريض الذي اشتاق اليه، ويعد العدة لاستقباله وإحياء الذكرى بما يليق بالرئيس الشهيد، وبزعامة ومكانة الرئيس سعد الحريري، ولمطالبته بالعودة عن قراره بتعليق العمل السياسي، لأن البلاد بحاجة إلى دوره وما يمثله في الحياة الوطنية من ثقة وضمانة.

أما بالنسبة لمدة بقائه، برنامج لقاءاته، وما اذا كان سيدلي بأي موقف، فيشير منسق عام الاعلام في تيار المستقبل لـ"جسور" الى أن كل ذلك تحكمه اعتبارات لا يملكها الا الرئيس سعد الحريري، و"كل شي بوقته".

 

الحريري والرياض

وعن علاقة الرئيس سعد الحريري بالمملكة العر بية السعودية، يوضح موسى أن علاقة الرئيس سعد الحريري بالرياض أكبر من كل القيل والقال، علاقة وفاء وانتماء وعروبة لا مكان فيها للمصطادين في أي ماء، وعلاقة لا مكان فيها إلا لما فيه خير لبنان ووحدته وعيشه الواحد. 

أما بالنسبة لما توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئيس سعد الحريري من ترحيب الرئيس بعودته المرتقبة في الذكرى ١٩ لوالده والتي يمكن أن تؤسس لعودته إلى العمل السياسي، قائلاً: «أهلاً وسهلاً بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر»، أكد موسى أن الرئيس نبيه بري قال كلمة حق بحق الرئيس سعد الحريري، بكل صدق ومحبة، وليس كلامه بجديد، فهو صاحب عبارة "مع الحريري ظالماً او مظلوماً" .

مراحل صمود الحريري

يشار الى أن التجربة الأكثر مرارة التي عاشها الرئيس سعد الحريري بعد عام 2005 كانت مشاهدته رفاق دربه وهم يسقطون شهداء الواحد وراء الآخر،الى العدوان الإسرائيلي وحرب تموز 2006 ، ثم 7 أيار، أما التسوية التي تم إنتاجها في العاصمة القطرية الدوحة وانتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان رئيسا، فقد وقعت بعدها المفاجأة غير المتوقعة بإنسحاب الحليف الاستراتيجي من فريق 14 اذار ، وثم أزمة "الثلث الضامن” وهي التجربة الحكومية الفريدة من نوعها وغيرالمسبوقة في تاريخ لبنان السياسي ،الى قبول الرئيس سعد الحريري انتخاب ميشال عون للرئاسة، بعد اعلان " تفاهم معراب" وصولا الى الاحتجاجات الشعبية.