أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الجدل مرة أخرى بتصريحاته حول حلف شمال الأطلسي ("الناتو")، حيث أشار إلى أن الولايات المتحدة قد لا توفر الحماية للدول الأعضاء التي لا تنفق ما يكفي للدفاع عن نفسها من غزو روسي محتمل.


وقد ردّ مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على تصريحات ترمب، مؤكداً أن "الناتو" لا يمكن أن يكون تحالفاً عسكرياً "انتقائياً" يعتمد على مزاج رئيس الولايات المتحدة.

وتأتي تصريحات بوريل في سياق التوتر المتزايد بين روسيا والغرب، خاصةً بعد حشد القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا.

وكان ترمب قد أدلى بتصريحات، خلال تجمع انتخابي في ساوث كارولاينا، بدا فيها وكأنه يروي ما حدث في اجتماع مع زعماء لدول أعضاء في "الناتو": "وقف أحد رؤساء دولة كبيرة وقال: إذا لم ندفع (الالتزامات المالية المقررة للحلف)، وتعرضنا لهجوم من روسيا فهل ستحمينا؟".

وأضاف ترمب "قلت له: إذا لم تدفعوا وتخلّفتم عن السداد فلا... لن أحميكم. في واقع الأمر سأشجعهم (الروس) على عمل ما يريدون. عليكم أن تدفعوا وتسدّدوا فواتيركم".

وتُعدّ تصريحات ترمب مثيرة للجدل على several fronts.

أولاً: تُشكّل تناقضًا مع التزام الولايات المتحدة التاريخي بالدفاع عن الدول الأعضاء في "الناتو".

ثانياً: تُضعف موقف الولايات المتحدة في مواجهة روسيا، حيث تُظهر انقسامًا بين الحلفاء.

ثالثاً: تُثير مخاوف الدول الأعضاء في "الناتو" من التزام الولايات المتحدة بالحلف.

رابعاً: تُعزّز من حجة روسيا بأن "الناتو" هو تحالف عدواني يهدد أمنها.

خامساً: تُؤدّي إلى تصعيد التوتر بين روسيا والغرب، وربما تُهدّد بتفجر صراع عسكري.

في المقابل، تُؤكّد تصريحات مسؤولي الاتحاد الأوروبي على التزامهم بـ"الناتو" وبأمن الدول الأعضاء. وتُشير إلى أن "الناتو" هو تحالف دفاعي يهدف إلى حماية الدول الأعضاء من أي عدوان خارجي. وتُشدّد على ضرورة التعاون بين الدول الأعضاء في "الناتو" لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة. وبشكل عام، تُظهر هذه التطورات أهمية "الناتو" في الحفاظ على الأمن والاستقرار في أوروبا. وتُؤكّد على ضرورة التعاون بين الدول الأعضاء في الحلف لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.


المصدر : Transparency News