وائل الزين


في ظلّ الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، يبرز دور المجتمع المسيحي بشكل إيجابي، حيث يستمرّ في القيام بدوره الوطني على أكمل وجه، معتمداً على مبادئ الوحدة والعصريّة في النظر إلى المؤسّسات. المسيحيون في لبنان، الذين لطالما تميّزوا بروح الوطنيّة العالية والاستقلاليّة، يسعون اليوم إلى إنقاذ البلاد عبر تبنّي نهج جديد يشمل كافّة طوائف المجتمع اللبناني، مؤكِّدين على ضرورة بناء دولة محايدة وإيجابية، فعّالة وخالية من أيّة ارتباطات بأجندات خارجيّة قد تهدم أسس الوطن.
تاريخيّاً، لم يسعَ المسيحيّون في لبنان إلى الارتباط بدولة بديلة أو تبنّي نظام منعزل، بل كانوا دوماً في طليعة الداعين إلى السيادة الوطنيّة والاستقلال. الاتّهامات بالانعزاليّة التي تُوجَّه أحياناً نحوهم، يراها الكثيرون كمحاولات لتشويه صورة تاريخهم الطويل في النضال من أجل لبنان موحَّد ومستقلّ. لا يجب إساءة تقدير موقف المسيحيين أو استضعافهم فهم يؤكِّدون اليوم على ضرورة الشراكة والتعاون بين جميع أبناء الوطن برغم الضغوط التي يتعرّضون لها، من أجل تجاوز الأزمات وبناء مستقبل أفضل للبلاد.

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News