زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من المفتين وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والعلماء ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت.


وبعد قراءة الفاتحة عن روحه ورفاقه الأبرار قال مفتي الجمهورية: "على مدى تسعة عشر عاما تأتي ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي انتقل إلى جوار ربه ولكن عمله مستمر باذن الله تعالى، انطلاقا من الحديث النبوي الشريف، عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

اضاف: "في صدقة جارية.. بل صدقات، حيث إنه كان يعطي بيمينه من دون أن تعرف يساره. وفي علم ينتفع به، يتجسد في جامعة ومدارس ومعاهد علمية عليا. كما يتجسد في علماء تخرجوا في جامعات كبرى في لبنان والعالم، أطباء ومهندسون ورجال مال وأعمال. وترك فينا ولدا صالحا يحمل رسالته، ويتابع مسيرته في رعاية مجتمعه، والسهر على مصالحه، رغم الصعوبات والعراقيل التي واجهها ولا يزال".

وقال: "لم يكن الشهيد رفيق الحريري مجرد زائد واحدا على عدد رؤساء الحكومات في لبنان. جاء على أنقاض دولة دمرتها حرب أهلية استمرت سنوات عدة، أحرقت الأخضر واليابس، ودمرت الدولة ومؤسساتها، وباعدت بين أبناء الوطن الواحد. فعمل على إعادة بناء الدولة من جديد، إنسانا ومجتمعا ومؤسسات. كما عمل على إعادة إعمار عاصمتها لتعود من جديد منارة مضيئة في عالمنا العربي".

أضاف: "إن العمل في الشأن العام، يتطلب مواجهة عوائق وعراقيل بعضها طبيعي، ومعظمها مصطنع. إن تجاوز هذه العراقيل والمطبات في مجتمع متعدد، وفي منطقة أشد تعقيدا ليس بالأمر اليسير. قد يتعرض المسؤول للعديد من الأمور التي تحد مسيرته في العمل، ولكن ذلك لا يجرده من نيات الإصلاح والصلاح.
في ذكرى الشهيد الكبير رفيق الحريري، نتطلع مع مجتمعنا اللبناني إلى حامل رسالته، والمؤتمن على أدائها سعد الحريري، لمواصلة المسيرة، مسيرة الصلاح والإصلاح، مسيرة البناء والترميم، مسيرة الخير الوطني العام.
إننا في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري نقرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه ويدخله فسيح جناته. ونسأل الله تعالى أن يوفق حامل الأمانة سعد الحريري لمواصلة أداء هذه الأمانة، بما يحفظ المصلحة الوطنية العليا، ويصون الكرامة الإنسانية، ويحقق العدالة والاستقرار، والأمن الاجتماعي الذي يفتقده اللبنانيون جميعا".

وتابع: "في ذكرى استشهاد الرجل الذي أكرمنا الله به، ليعيد بناء دولة الوفاق الوطني، والعيش المشترك ، نبتهل إلى الله العلي القدير، أن يتقبل استشهاده، وأن يحشره مع الأولياء والصالحين . وأن يكرمه ويكرم شعبنا الطيب والوفي، بإعادة تثبيت أركان الدولة، ورفع راية الوفاق والعيش الوطني، في وطننا الجريح لبنان، وأن يثبت أركان الأخوة الإنسانية على مدى العالم العربي، والعالم أجمع. 
رحم الله رفيق الحريري وأحسن مثواه ، شهيدا حيا عند الله وفي قلوبنا وضمائرنا جميع".

وبعد زيارة الضريح زار المفتي دريان الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط وعقد معه خلوة استمرت نصف ساعة جرى فيها البحث في الشؤون الإسلامية والوطنية.

ثم عقد لقاء موسع بين الرئيس الحريري والمفتي دريان ومفتي المناطق وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والعلماء، وتم استذكار الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتضحيات التي قدمها على  المستويات كافة.