يسود الجمود على صعيد الوساطات الدولية في الساحة اللبنانية على الرغم من الحركة الخجولة لبعض الموفدين ومنهم وزير الخارجية الإيراني.


وقد تكون الزيارة السنوية التي يقوم بها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لإحياء ذكرى استشهاد والده رفيق الحريري بتفجير موكبه في الرابع عشر من شباط ٢٠٠٥ محور الإتصالات والمتابعة من دون وجود مؤشرات توحي بأن "الحريري راجع" وتوقعت مصادر عليمة أن تنتهي زيارة الحريري ومغادرته إلى مقر عمله وسكنه بعد إحياء المناسبة مباشرة على غرار المرات السابقة.

مصدر دبلوماسي توقّع استمرار الجمود وتنييم الملفات على الصعيدين الرئاسي والجنوبي في لبنان بانتظار ما ستؤول إليه مفاوضات غزة مع تفاؤل بالتوصل قريباً إلى وقف لإطلاق النار كخطوة أولى على أن تليها المساعي لتثبيته من خلال خطوات لاحقة تتعلّق بإطلاق سراح الأسرى والسجناء لينتقل بعدها البحث إلى التهدئة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد نجاح الإتصالات في إبقاء الوضع تحت السيطرة على رغم الخروقات الإسرائيلية والتي تبقى من دون ردّ حزب الله بضوابط إيرانية.

أما في الملف الرئاسي فكشف المصدر الدبلوماسي بأن الإتصالات اصطدمت بالحائط المسدود نتيجة تمسّك الأطراف بمواقفها وعجز اللجنة الخماسية عن إحداث الإختراق اللازم مع التأكيد بأن مهمة اللجنة هي تقريب وجهات النظر وليس الضغط على أي طرف، ومع إقراره بأن العقدة الأساسية هي عند الثنائي الشيعي والأصح تلازم عقدتين، الأولى تمسكه بمرشحه والثانية إصراره على عقد جلسات حوار قبل جلسات الإنتخاب، وفي المقابل لم تلمس اللجنة أي استعداد لدى المعارضة للتنازل في مسألة الإنتخاب وفقاً لقواعد الدستور حتى لو طال أمد الفراغ الرئاسي على أن لا يصل إلى بعبدا رئيساً مكبّلاً بشروط الثنائي يشكّل امتداداً للأزمات وتسليماً نهائياً للبنان لمحور الممانعة، وفي هذا المجال ينقل الدبلوماسي عن شخصية معارضة بأن الملف الرئاسي سيبقى مستقلاً عن الملف الجنوبي مهما كانت نتيجة المناوشات والتسوية المرتقبة.


المصدر : Transparency News