تُشير تحليلات خبراء السياسة إلى أنّ عودة الرئيس سعد الحريري إلى الساحة السياسية، إن حصلت، ستأتي بدفع من ضغوط دولية وإقليمية، لا سيما من الولايات المتحدة وروسيا.


 
 
 

لا تزال تفاصيل مسار عودته غامضة، لكنّها لا ترتبط فقط بمطلب شعبي، بل هي مرتبطة بأجواء تهدئة إقليمية تبدأ من إخماد نيران غزة وتفرعاتها، مروراً باليمن وبغداد وسوريا، وصولاً إلى لبنان.

لا شك أنّ الحريري يتمتع بعلاقات دولية قوية ومتشعبة، لكن ظروفه مختلفة كليًا عن عهد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. يُدرك الحريري قدراته جيدًا، فعلى الرغم من الأزمات التي مرّ بها، ومحاولات إضعافه وإبقائه خارج دائرة المنافسة، فإنه لا يزال يتمتع بحيثيته الدولية.

لذلك، يبدو أنّ حدود لعبة الحريري السياسية قد تكون مرتبطة بفتح الطريق أمام انتخاب رئيس جمهورية جديد، بعدما أُصيب الاستحقاق بداء التعطيل، الذي يمكن معالجته بوصفة سياسية حريرية. يُمكن للحريري، من خلال تدخله شخصيًا مع الخارج، أن يُحلحل هذا الاستعصاء أو "الانحباس الرئاسي" الحاد.

في هذا الإطار، ليس صدفة توافد السفراء والشخصيات الدبلوماسية إلى بيت الوسط، مكان إقامة الحريري التقليدية، حيث التقى لمدة نصف ساعة السفيرة الأمريكية ليزا جونسون، ووصف الاجتماع بالممتاز، كما وجهت له دعوة روسية رسمية لزيارة موسكو.

ترى مصادر متابعة أنّ ما يحتاجه الحريري هو التغيير في الأداء، في الشكل والمضمون وفي إدارته للشؤون السياسية مع فريق مُغاير أو مُتجدد وكفوء لاستعادة زمام المبادرة. بالتالي، قد يكون الحريري عراب أي تسوية جديدة، فهو ناجح في إبرام التسويات، وهذه وحدها ستُعيده إلى مرتبة لا ينازعه فيها أحد.


المصدر : Transparency News