عُقد لقاء بين مجموعة ضمّت إعلاميين بعد الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله وقد غلب على اللقاء الطابع التحليلي للرسائل التي وجهها نصرالله وتبدّل النبرة بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بحيث اعتبر المجتمعون بأن كلام نصرالله في مناسبة "يوم الجريح" كان أكثر حدّة في التزامه السير بالمعركة والتشديد على البعد الإنساني والديني والأخلاقي لتبرير الأثمان الباهظة في الميدان على الصعد العسكرية وأعداد الضحايا من المقاتلين والمدنيين والتي تُعتبَر أكبر من ثمن المناوشات وأقل من ثمن الحرب، فينتصر مبدأ الأسباب الإنسانية والدينية على مبدأ النتائج المرجوة التي لم ترتقِ إلى مستوى ما كان يأمله محور الممانعة في إعلان "دعم وإسناد" غزة.

وتوافق الإعلاميون على أن تصاعد حدّة الخطاب سيكون سمة المرحلة القادمة مع تجاهل إسرائيل جميع الدعوات للتهدئة وادعاءات توازن الرعب والردع وإصرارها على فرض انتصارها بالحرب أو الدبلوماسية وفشل الدبلوماسية اللبنانية في إحداث أي خرق لدى المجتمع الدولي المطالِب بتطبيق القرار ١٧٠١ وإلّا، لتتحول الذرائع اللبنانية إلى "الشحادة" لتمويل عملية تطويع سبعة آلاف جندي لنشرهم في الجنوب والعودة إلى ذريعة عدم قدرة الجيش اللبناني على بسط الأمن مما يعني ببساطة بأن تطبيق القرار الأممي ليس متاحاً حالياً، أضف إلى ذلك قول وزير الخارجية اللبنانية بأن سحب عناصر حزب الله من الجنوب اللبناني يعني الحرب الأهلية مفضّلاً الحرب مع إسرائيل من دون أن يشرح المعطيات التي لديه للخشية من الحرب الأهلية.

وخلص الإعلاميون إلى اعتبار كلام نصرالله عن فئة في لبنان ميؤوس منها لها مواقف مسبقة وعداء مطلق للمقاومة ينطوي على تحذير لهذه الفئة بأن الصبر بدأ ينفذ والبصيرة لم تعد قادرة على استيعاب الأصوات المعارضة للحرب وتعريض أرواح المدنيين للخطر على غرار ما حدث في النبطية ومخاطر توسّع النزاع وتكرار تجربة غزة ومآسيها في كل لبنان، وقد لاحظ الإعلاميون بأن بعض أطراف المعارضة وضعوا ماء في نبيذ تصريحاتهم مما قد يشجّع الحزب على زيادة الضغط المعنوي على الداخل لقمع الإعتراض مع ازدياد الضغط العسكري في الجنوب وسقوط الضحايا من المدنيين على النحو الذي عاينه وعانى منه الجنوبيون في أكثر من منطقة داخل حزام النزاع المسلّح وخارجه.


المصدر : Transparency News