تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية اللبنانية بشكل ملحوظ في ظل إصرار إسرائيل على استهداف المدنيين، مما دفع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى تصعيد لهجة خطابه السياسي.


شدد نصرالله على أن "المقاومة في معركة شرسة ومفتوحة مع العدو الإسرائيلي، وأن استهدافه للمدنيين يهدف إلى الضغط عليها وتأليب الرأي العام اللبناني ضدها". وأكد على عزم الحزب على الرد على هذه الاعتداءات، مهددا إسرائيل بأن صواريخه قادرة على ضرب أهداف من كريات شمونة إلى إيلات.

وصفت مصادر سياسية خطاب نصرالله بأنه الأعنف منذ اندلاع المواجهات مع إسرائيل في أكتوبر الماضي، ولم تستبعد تحويل المواجهات لحرب موسعة، خاصة مع إعلان نصرالله استعداد المقاومة لأي تطور سلبي وانها قد تفاجئ العدو اذا ما قرّر الدخول بحرب موسّعة.

في السياق نفسه، حذر النائب بلال الحشيمي من أن استهداف إسرائيل للمدنيين مؤشر إلى أن الأمور ذاهبة نحو الأسوأ، متوقعا أياماً صعبة على لبنان في ظل التهديدات الاسرائيلية وإعلان نصرالله تصميمه على المواجهة.

وأشار الحشيمي إلى أن كل ذلك يتوقف على المساعي الأميركية وايران التي أعلنت مراراً أنها لا تريد الحرب. ولم يستبعد في حال تطورت الأمور وجرّ حزب الله الى حرب شاملة استهداف اسرائيل للبنى التحتية وإلحاق المزيد من الخراب والدمار بلبنان.

في غضون ذلك، التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن أموس هوكستين في "مؤتمر ميونيخ للأمن" في ألمانيا، حيث تم خلاله "البحث في التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الجنوبية وإعادة تأكيد الحاجة إلى حل دبلوماسي دائم يساهم في تحقيق الاستقرار الدائم وعودة النازحين إلى قراهم".

هذا وجدد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط دعوته إلى ضرورة الحذر والتنبّه من احتمال توسع الحرب وجرّ لبنان إليها على نطاق أكبر، خصوصاً وأن تصعيد العداون الإسرائيلي مستمر، فيما الإدارة الأميركية لم تنجح حتى اللحظة في منع هذا الجنون الإسرائيلي، وأن المطلوب هو بذل أقصى الجهود دولياً لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار.

بالتزامن، تتحدث معلومات عن مساع قد تتبلور في الأيام المقبل، وتحديداً قبل بدء شهر رمضان، من أجل تحريك المياه الراكدة على مستوى الاستحقاق الرئاسي.

الأسابيع المقبلة ستكون دقيقة جداً، لا سيما وان احتمالات التصعيد بدأت تكبر في حين أن العملية السياسية متعطّلة بالكامل وكل الاستحقاقات مؤجّلة، وحتى المبادرات إذا ما وُجدت ستكون للاستثمار في الوقت الضائع ليس إلا.


المصدر : Transparency News