لم يُقنع زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري مؤيديه بعودته إلى العمل السياسي بشكل كامل، وذلك خلال إحياء الذكرى السنوية لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري.


ففي 14 فبراير 2024، احتشد مؤيدو الحريري على ضريح والده، مطالبين إياه بالعودة عن قراره بتعليق عمله السياسي. لكن ردّ الحريري كان مقتضبًا، حيث قال: "كل شي بوقته حلو". واستمرّ الغموض حول مستقبله السياسي، حتى بعد زيارته لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولقائه مع نواب ووزراء وشخصيات سياسية أخرى.

وفي لقاء تلفزيوني ودردشة صحفية، تحدّث الحريري عن الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان، ووجه رسائل قوية للداخل والخارج. وأكد الحريري على تمسكه بنهج الاعتدال، ودعمه لأي رئيس حكومة يعمل لمصلحة لبنان.

ودعا السياسيين إلى انتهاز فرصة الاتفاق السعودي الإيراني لتصفير المشاكل، والتعاون فيما بينهم للاتفاق. كما عبّر الحريري عن تعاطفه مع أهل الجنوب والفلسطينيين في مواجهة الحرب الإسرائيلية ضدهم. وعلى الرغم من كلّ هذه المؤشرات، إلا أنّ عبارة "كل شي بوقته حلو" ظلت مُحبطة لمؤيدي الحريري، الذين كانوا يأملون في عودته القريبة إلى العمل السياسي.

ويبدو أنّ ظروف عودة الحريري لم تنضج بعد، وأنّ هناك تعقيدات داخلية وصراعًا في المنطقة يُعيقان هذه العودة. وبشكل عام، يمكن القول أنّ عودة الحريري كانت مُفعمة بالرسائل السياسية القوية، لكن دون إعلان صريح عن عودته الكاملة إلى العمل السياسي.


المصدر : Transparency News