تواجه الديمقراطيات حول العالم تحديات متزايدة في مواجهة الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على عمليات الانتخابات، حيث يتزايد خوف الناس من قدرة التكنولوجيا على خداع الناخبين والتأثير على نتائج الاقتراع. تعتبر المخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي في الانتخابات قضية عالمية، خصوصاً بعد انتشار مكالمة مزيفة للرئيس الأميركي جو بايدن قبل بضعة أسابيع.


في محاولة لمواجهة هذا التحدي، اجتمع مدراء تنفيذيون من شركات التكنولوجيا الرائدة مثل Adobe وAmazon وGoogle وIBM وMeta وMicrosoft وOpenAI وTikTok في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث أعلنوا عن إطار عمل جديد للتعامل مع التزييف العميق الناتج عن الذكاء الاصطناعي. كما شاركت 12 شركة أخرى، بما في ذلك شركة X التابعة لإيلون ماسك، في هذا الاتفاق.

وفي إطار هذا الاتفاق، تلتزم هذه الشركات باتخاذ إجراءات لمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في تعطيل الانتخابات الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم. وأكد نيك كليغ، رئيس الشؤون العالمية في ميتا، أن هذا الاتفاق يعد خطوة رمزية ولكنها ضرورية للتصدي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي الخبيثة في عمليات الانتخابات.

تتضمن الإجراءات التي تلتزم بها الشركات الكبرى تحديد الأساليب والطرق التي ستستخدم لاكتشاف وتصنيف محتوى الذكاء الاصطناعي المخادع، بالإضافة إلى مشاركة المعلومات بينها لسرعة استجابة فعالة عند انتشار هذا المحتوى. ورغم أن الاتفاق لا يفرض حظرًا مطلقًا على التزييف العميق، إلا أنه يضع إطارا للتعامل مع هذه التحديات بشكل أكثر فاعلية.

تأتي هذه الجهود في ظل زيادة المخاوف الدولية من قدرة الذكاء الاصطناعي على التلاعب بالمعلومات بشكل غير ملحوظ، حيث تفتقر القوانين والآليات الفعّالة لمواجهة هذا التحدي نظرًا لسرعة التطور التكنولوجي في هذا المجال.

في الختام، يظهر الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين هذه الشركات الكبرى كخطوة إيجابية نحو مواجهة تحديات استخدامات الذكاء الاصطناعي في العمليات الانتخابية، ولكن يبقى التحدي الحقيقي في تطبيق هذه الإجراءات بشكل فعّال وفعّالية الآليات المتاحة لاكتشاف ومواجهة التزييف العميق في المستقبل.


المصدر : Transparency News