كتب وائل الزين


يا سيّد حسن،

سرديّاتك المتكرّرة عن دعم غزّة لم تعد تنفع، فغزّة أصبحت رماداً و الغزّاويّين على وشك التهجير إلى خارج القطاع. انت الذي قلت لنا إذا قامت إسرائيل بهجوم برّي ستوسِّع الحرب لتُظهر الأحداث عدم صحّة ادّعاءاتك.

معارك الإسناد التي تحاضر بها ماذا خدمت فلسطين و القضيّة؟ ألم يكن أفضل القيام بهجوم على إسرائيل في ٨ تشرين بدل اسنادك للجبهة؟ لم يعد هناك وجود لقضيّة و فلسطين على حافّة الزوال، و حزبك يناوش مع إسرائيل ضمن خطوطها، فهي من توسّع و أنت تلتزم.

معاركك ليست مقدّسة و ليست وطنيّة، بل هي فقط توريط للّبنانيين بمعارك عبثيّة تخدم وجود إيران على طاولة المفاوضات، و هذا ما أظهرته الأحداث.

معاركك في الجنوب لم تجلب سوى دماراً و قتلاً للأبرياء بسبب تعنّتكم و عنجهيّتكم المتزايدة، و التي لم تأتِ إلّا بالويلات علينا.

دفاعك المستجدّ عن أهل الجنوب و تضحياتهم بات واضحاً هدفه، و هو محاولة لتخفيف غضبهم من عبثيّة معارككم و زرع الشقاق بين اللّبنانيين و تأسيس فتنة و تقسيم مناطقي، تحاول اتّهام الآخرين بها عن غير حقّ.

بدل أن ترتدّ و تحرّض على الداخل محاولاً إخافة معارضة الداخل لكي تجبرهم على السير بمشروعك المشبوه، تَرجم حرصك عبر العودة إلى الدولة و الجيش اللبناني كمدافع وحيد عن الوطن.

إحترامًا للتاريخ، نذكّر الجميع أنّ تحرير سنة ٢٠٠٠ كان من طرف إسرائيل بدون علمك، و حرب ٢٠٠٦ قلت "لو كنت أعلم" فجلبت الدمار و القتل على اللبنانيين ليأت القرار ١٧٠١ لينقذك من الأعظم و عادت إسرائيل حيث كانت قبل الحرب. الحقيقة التي يحاول الناس تجاهلها أنّ حروبك لم تحرّر شبر أرض من لبنان و ما تحرّر كان بالدبلوماسية.

كلامك يا سيد هو مجرّد ادّعاءات و تمنّيات فأصبحنا على يقين أنّ إيران صاحبة القرار و أنت لن توسّع الحرب إلّا إذا أرادت إيران ذلك.

بالرغم من كلّ هذه الوقائع وبكل إحترام كل ما نطلبه منك هو الكَفّ عن استخفاف عقول الناس وبعض التواضع كي نبني وطن سويّاً. غير ذلك ستحلّ الكارثة  على الجميع.


المصدر : Transparency News