حذر خبراء من أن أدوية ألزهايمر التي تم وصفها بـ "المعجزة" قد تؤدي إلى انكماش أدمغة المرضى، مما قد يسبب مخاطر صحية خطيرة على المدى الطويل.


في العام الماضي، تمت الموافقة على أول عقار يحد من تطور مرض ألزهايمر في الولايات المتحدة. أظهر عقار lecanemab، المعروف أيضا باسم Leqembi، نتائج واعدة في إبطاء التدهور المعرفي والوظيفي لدى مرضى ألزهايمر في المراحل المبكرة.

ومع ذلك، حذر خبراء من أن الأشخاص الذين يتناولون هذه العقاقير يعانون من انكماش أدمغتهم بالفعل. قال روب هوارد، أستاذ الطب النفسي لكبار السن في جامعة كوليدج لندن، إن فوائد تناول العقاقير "المعجزة" صغيرة جدا بحيث لا يمكن ملاحظتها من قبل المريض أو الطبيب.

وأضاف هوارد: "تتقلص أدمغة المرضى الذين تناولوا هذه الأدوية بشكل أسرع من الأشخاص الذين يتلقون العلاج الوهمي. لطالما اعتبرنا فقدان حجم الدماغ أمرا سيئا للغاية. قلقي على المدى الطويل يتمثل في تقلص أدمغة الناس الذين قد يشهدون فوائد صغيرة على مدار 18 شهرا، فماذا سيحدث لهم خلال ثلاث سنوات وخمس سنوات وثماني سنوات؟".

أظهرت نتائج تجربة عقار lecanemab أن زهاء 21% من المشاركين عانوا من تورم أو نزيف في الدماغ، مقارنة بـ 9% من أولئك الذين تلقوا علاجا وهميا.

قال ماداف ثامبيسيتي، كبير الباحثين السريريين في المعهد الوطني للشيخوخة في الولايات المتحدة، إن هذه الآثار الجانبية يمكن أن تسبب "ضررا دائما" للمرضى.

وأضاف ثامبيسيتي: "باعتباري طبيبا ممارسا يعتني بمرضى ألزهايمر لأكثر من عقدين من الزمن، من المهم بالنسبة لي أن أقدم جميع الفوائد والمخاطر المرتبطة بأي دواء جديد بشكل كامل ودون تحيز. على الرغم من تسليط الضوء على الفائدة المتواضعة لـ lecanemab في إبطاء تطور مرض ألزهايمر، إلا أن الاهتمام بالآثار الجانبية الشائعة للدواء لم يكن كبيرا، ومنها تورم ونزيف الدماغ".

يعتقد هوارد أن فوائد تناول هذه الأدوية "المعجزة" لا تستحق المخاطر، وقال إنه لا يريد إعطاء عقار lecanemab لأي من مرضاه أو أحد أفراد عائلته المصابين بمرض ألزهايمر.

يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الفوائد المتواضعة لهذه العقاقير تفوق مخاطرها على المدى الطويل. يجب على المرضى والأطباء والعائلات الموازنة بعناية بين هذه المخاطر والفوائد قبل اتخاذ قرار بشأن تناول هذه الأدوية.


المصدر : Transparency News