انتقد مُعارض شيعي بارز الفكرة المغلوطة التي تصوّر حزب الله كممثّل لكافّة الشيعة في لبنان، مؤكّداً على التناقض الشاسع بين هذا الادّعاء و الواقع الفعلي. يلفت المعارض الانتباه إلى أنّه على الرغم من القمع الشديد و الضغوط الكبيرة التي يتعرّض لها المعارضون الشيعة من قِبل حزب الله، فإنّ التزامهم بالهويّة اللّبنانيّة يتعاظم بشكل ملحوظ، أكثر ممّا كان عليه في أيّ وقت مضى.


يسلّط المعارض الشيعي الضوء على التأثيرات السلبيّة لحزب الله على لبنان، مشيراً إلى أنّ العلاقات الخارجيّة للحزب، خاصّة مع إيران، و تدخّله في صراعات إقليميّة، قد جذبت عقوبات دوليّة ضدّ البلاد. هذه العقوبات أسهمت في تعميق العزلة الدولية للبنان و تفاقم أزماته الاقتصادية. وفقاً للمعارض، تؤثّر سياسات حزب الله سلباً على الطائفة الشيعية بشكل خاصّ و على النسيج الاجتماعي اللبناني بشكلٍ عام، ما يبرز في التوتّرات المتصاعدة مع المكوّنات الأخرى للمجتمع. يُشدّد المعارض على أنّ حزب الله، من خلال محاولته فرض أجنداته على اللّبنانيّين و تصرّفه كأنّه فوق القانون، يؤدّي إلى تفاقم التوتّرات داخل البلاد، خاصّة فيما يتعلّق بقضايا حسّاسة مثل رئاسة الجمهورية. تظهر تصرّفات الحزب تجاهلاً للنظام القانوني و المؤسّساتي في لبنان، ممّا يضع الشيعة في وجه الفئات الأخرى. يُحمّل المعارض حزب الله المسؤولية عن إلحاق الضرر بأهالي الجنوب من خلال استمراره في التسبّب بمقتل المدنيّين و جلب الدمار بذريعة تحقيق "نصر إلهي" موعود، و هو ما لم يعد مقبولاً لدى العديد من اللّبنانيّين، بمن فيهم شيعة الجنوب. يُشير إلى أنّ الخطابات الأخيرة للحزب تعبّر عن عدم الرضا المتنامي داخل الطائفة الشيعية تجاه تصرّفات حزب الله و أفعاله التي تخالف المصلحة الوطنية و تنتهك كرامة و حياة سكان الجنوب.

يختتم المعارض الشيعي حديثه بالتأكيد على أنّ التهديد الذي يمثّله حزب الله للبنان يزيد بشكل كبير عن أيّ عدوّ خارجي ، مشدّداً على أنّ الأسلحة التي يحتفظ بها الحزب لا تقتصر آثارها على تهديد الأمن و الاستقرار الداخليّيْن فقط، بل تمثّل أيضاً انتهاكاً جوهريّاً لسيادة الدولة. علاوة على ذلك، يجب التنبُّه للتأثيرات السلبيّة لأفعال الحزب على النسيج الاجتماعي، مؤكّداً على ضرورة إحتضان اللّبنانيّين للشيعة في هذا الوضع الصعب الذي يمرّون به.


المصدر : Transparency News