سمير سكاف - صحافي ومحلل سياسي


ستزداد الجبهات اشتعالاً في الشرق الأوسط لتطال، بالإضافة الى غزة واليمن والبحر الأحمر، ضربات متبادلة مع العراق، وضربات في سوريا. فالمؤشرات تصعيدية بخلاف الدعوات الى التهدئة!

رفح فوق صفيح رمضاني ساخن. ومصر تتحضر لتهجير قسري قد يصبح المنفذ الخلاصي الوحيد لبقاء مهجّري رفح على قيد الحياة! أما التصعيد المصري فسيبقى ديبلوماسياً!

الجيش الاسرائيلي يعد العدة لمواجهة عنيفة مع حزب الله بعد الانتهاء من حماس. بعد "الانتهاء من غزة" يدخل العالم في حركة ديبلوماسية لمحاولة تحقيق حل الدولتين. 

وحل الدولتين شبه مستحيل في زمن حكومة نتانياهو! ويفترض انتظار انتخابات اسرائيلية جديدة وحكومة "سلام" جديدة!

حماس ستخسر ميدانياً ولكنها حققت نصراً معنوياً يمكنها ترجمته في الانتخابات الفلسطينية المقبلة. وهي قد تذهب الى وحدة موقف مع فتح في إطار منظمة التحرير للمشاركة في الحكم، ولاستثمار ما بعد بعد 7 أكتوبر والاعتراف الدولي بدولة فلسطين.

الحدود مع لبنان مرشحة للاشتعال بعد رفح. أهالي كريات شمونة ومستوطنات الشمال لن يعودوا الى "منازلهم" في ظل تهديد وجودهم تحت مرمى نيران حزب الله.

والحزب لن يتجاوب طوعاً في الانسحاب الى شمال الليطاني تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 1701، الذي يشمل في طياته القرار 1559 وتسليم السلاح! ما يؤكد مواجهات لن تبقى في قواعد الاشتباك طويلاً! بل قد تصبح شاملة، تدريجياً! أما لبنان السياسي فقد ربط مصيره ومصير الرئاسة فيه بأحداث المنطقة في نفق حرب مظلم ومؤلم. 

ومع ذلك، تنجح إيران في تحييد نفسها وتحييد فيلق القدس عن "الشهادة على طريق القدس"! وهي تحارب اسرائيل، وأيضاً محيطها العربي، بالواسطة، عبر أذرعها! "وإحنا مالناش دعوة"! (بأسلوب مدرسة المشاغبين).

سوريا معرضة للهزات من الداخل ومن الخارج بسبب اشكالاتها الداخلية وبسبب تحركات إيران وحزب الله فيها، وبسبب معارك روسيا وبسبب الحرب على غزة. مع استمرار عملية الاغتيالات الاسرائيلية فيها. 

الأميركيون نجحوا في جر الأساطيل الأوروبية الى مقاعد احتياط الضربات العسكرية في البحر الأحمر. والدور "الدفاعي" للأوروبيين سيتغير الى هجومي مع تطور الأحداث ومع استهداف حوثي لسفنهم الحربية!

معركة البحر الأحمر ستكون الأطول، ولكن ليست الأعنف، نظراً لطبيعة المنطقة. فليس من ضمن الخطوات العسكرية المرسومة للأميركيين، منطقياً، أي دخول بري في المعركة. أي أن الطلعات الجوية الفائقة التكلفة ستكون من دون جدوى عسكرية ومن دون جدوى اقتصادية في آن واحد!

كل ذلك يؤشر أن منطقة الشرق الأوسط ستبقى مشتعلة طوال العام 2024 على الأقل، مع امكانية ظهور بقع حمراء متعددة أخرى، بالإضافة الى الحرب الجارية في السودان والتفوق الروسي الحالي في أوكرانيا!

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News