طارق أبوزينب - كاتب ومحلل سياسي


توفي أليكسي نافالني أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة في سجن حيث كان يقضي عقوبة مدتها ثلاثة عقود. كان نافالني مسجونا في مستعمرة آي.كيه-3 العقابية شمال الدائرة القطبية الشمالية الواقعة بمنطقة يامالو-نينيتس على بعد نحو 1900 كيلومتر شمال شرق موسكو. 
سلطات السجون لمنطقة ياما في القطب الشمالي أفادت في بيان أنه "في 16شباط 2024"، شعر السجين أليكسي نافالني بوعكة بعد نزهة غاب عن الوعي بشكل شبه فوري و أكدت فرق الإسعاف وفاة السجين ويجري التثبت من أسباب الوفاة.
المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال أول أمس إن مصلحة السجون الروسية تتحرى للوقوف على جميع ملابسات وفاة السياسي المعارض البارز أليكسي نافالني، لكنة ليس لدية معلومات حول الأمر .  
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن الكرملين قوله إنه تم إبلاغ الرئيس فلاديمير بوتين بوفاة السياسي المعارض أليكسي نافالني.

اتهام الرئيس بوتين 

اتهمت، يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي، أليكسي نافالني، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ"قتل" زوجها، وذلك في شريط فيديو نشر، الاثنين.
وقالت في هذا المقطع المصور الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، "قبل ثلاثة أيام، قتل فلاديمير بوتين زوجي أليكسي نافالني. قتل بوتين والد أطفالي"، مضيفة "بذلك، أراد (بوتين) قتل أملنا وحريتنا ومستقبلنا".
وأكدت أرملة نافالني أنها ستواصل "عمله" وحضت مناصريه على الوقوف إلى جانبها.

 مصادر روسية دبلوماسية صرحت  لـ" Transparency News"عن رفض الكرملين،  اتهامات أرملة المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي توفي في السجن الأسبوع الماضي، بعد أن قالت إن الرئيس فلاديمير بوتين مسؤول عن موته.

 

التشكيك بطريقة وفاة المعارض الروسي 

في هذا الإطار، أدلى مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسية ، ديميتري بريجع، بتصريح خاص لـ"Transparency News " أكد فيه عن وفاة السياسي المعارض أليكسي نافالني، داخل سجنه في بلدة خارب، بمنطقة يامالو نينيتس البعيدة عن موسكو. وأوضح أن نافالني البالغ من العمر 47 عاماً، شعر بتوعك بعد المشي ثم فقد الوعي، ورغم محاولات إسعافه، إلا أنه فارق الحياة بحسب رواية مصلحة السجون الروسية .وأشارت التقارير الطبية الروسية إلى أن السبب وراء وفاة نافالني يعود إلى إصابته بجلطة.
واضاف بريجع ،تلقى خبر وفاة نافالني استنكارًا وتعاطفًا من قادة دول الغرب، حيث وجهوا اتهامات للكرملين بمسؤوليته عن وفاته، فيما رفضت وزارة الخارجية الروسية هذه الاتهامات، معتبرة أن الاستنتاجات الغربية جاهزة مسبقًا
وتأتي وفاة نافالني في سياق من التوتر السياسي في روسيا، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس المقبل، والتي من المتوقع أن تؤكد استمرارية الرئيس فلاديمير بوتين في السلطة .

معارضة شرسة لنظام الكرملين 

وفيما كان يقضي المعارض الروسي نافالني، حكماً بالحبس لمدة 19 عامًا قبل وفاته بتهم التطرف والإرهاب،أكد بوضوح ديميتري بريجع،  آثار نقل نافالني إلى مستعمرة جزائية عالية الأمان قبل وفاته، الى انتقادات من قبل حلفائه المعارضيين السياسيين الذين اعتبروا ذلك محاولة لإجباره على الصمت تاركًا وراءه سجلاً طويلاً من المعارضة الشرسة لنظام الكرملين، تمثل المعارض نافالني صوتًا بارزًا في المشهد السياسي الروسي، وقد دعا في الفترة الأخيرة إلى تظاهرات واسعة النطاق ضد الرئيس فلاديمير بوتين خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة . 

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News