يُخطئ من يعتقد أن استدارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ضد وحدة الساحات وربط الوضع في الجنوب بالحرب في غزة كانت مفاجئة. ففي الواقع.


كان هذا التحول متوقعًا لأسباب متعددة أهمها، سعي باسيل الدائم إلى إسقاط تفاهم مار مخايل الذي مضى على توقيعه 18 عاماً، خاصةً بعد تراجع رهانه على عون لقطع الطريق على تموضع باسيل في مكان يتناغم مع قوى المعارضة في الشارع المسيحي.

 وبدأ تفاهم مار مخايل يدخل في موت سريري قبل انتهاء ولاية عون، دون أن يبادر أحد الطرفين إلى نعيه رسمياً. ويحرص الحزب على عدم الدخول في سجال مع عون وباسيل، بينما ينتقد نواب باسيل الحزب لتسببه في الإخفاقات، دون أن يتمكن عون من إعادة الاعتبار لقيام مشروع الدولة على خلفية إخلاله في الشراكة لمكافحة الفساد.

لم يُعرف سبب تريُّث عون وباسيل في توقيت استدارتهما ضد وحدة الساحات، مع أن الحزب بادر منذ اليوم الأول لبدء الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مساندته لـ"حماس" بإشغال إسرائيل على امتداد الجبهة الشمالية للتخفيف من الضغط على "حماس".

يقول مصدر سياسي أن "التيار الوطني" بادر، ولو متأخراً، إلى غسل يديه من التداعيات المترتبة على اشتعال الجبهة في الجنوب. ويؤكد أن باسيل أجرى قراءة مستفيضة للتحوّلات في المنطقة، وإنما هذه المرة بإشراك عون الذي قرر أن يجدد مساعيه لاسترداد ما يسمى بـ"الحرس القديم" الذي كان استقال أو أُقيل من التيار.

ويرى المصدر أن باسيل يغادر تحالفه مع الحزب في التوقيت الخاطئ، لأن الحزب في حاجة إليه في مواجهته لمعارضيه، من دون أن يبني باسيل تحالفات بديلة.