تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان خطرًا حقيقيًا بالتوقف عن العمل بعد شهر مارس (آذار) المقبل، في حال لم تُلغِ الدول المانحة تعليق تمويلها للوكالة.


ويأتي هذا التهديد بعد اتهامات إسرائيلية لـ 12 موظفًا من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألفًا في غزة بالمشاركة في هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وعلى إثر هذه الاتهامات، علّقت 16 دولة تمويلها للوكالة، في انتظار نتائج تحقيق يجريه مكتب الرقابة التابع للأمم المتحدة، والتي من المتوقع أن تكون جاهزة في غضون أسابيع قليلة.

أكدت مديرة شؤون الأونروا في لبنان، دوروثي كلاوس، أنه "لا توجد خطة بديلة" في حال استمرار تعليق التمويل، مشيرةً إلى أن الوكالة قد لا تتمكن من تمويل التوزيعات النقدية الفصلية لنحو 65% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بدءًا من الربع الأول من العام.

وحذّرت كلاوس من أن ذلك سيكون "أول مؤشر للمجتمع على أن الأونروا تعاني من ضائقة مالية، وستكون هذه أول خدمة نعجز عن تقديمها".

أوضحت كلاوس أن الأزمة الحالية "غير مسبوقة" مقارنةً بالأزمات المالية التي واجهتها الأونروا سابقًا، وذلك بسبب التعليق الجماعي للتمويل من قبل العديد من الدول.

وشدّدت على أن "وكالات أخرى لا يمكنها سد الفجوة" في حال توقفت الأونروا عن العمل، خاصةً وأن الوكالة تقدم خدمات أساسية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تشمل الرعاية الصحية والتعليم وجمع القمامة.

حذّرت كلاوس من أن شوارع المخيمات الفلسطينية في لبنان ستمتلئ بالقمامة في غضون يومين فقط في حال نضب التمويل، مما سيؤدي إلى مخاطر صحية وبيئية خطيرة.

أشارت كلاوس إلى أن الأونروا تقوم بعملية مراجعة شاملة لضمان حيادها واستقلالها، وذلك ردًا على الاتهامات الإسرائيلية. وتوقعت أن يتم استشارة مكتبها في لبنان خلال عملية المراجعة، خاصةً فيما يتعلق بفحص الانتماءات المحتملة لموظفي الأونروا في المخيمات للجماعات المسلحة.

ناشدت كلاوس الدول المانحة بإعادة النظر في تعليق تمويلها للأونروا، مؤكدةً على أهمية استمرار الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وأشارت إلى أن "الأونروا هي شريان الحياة للاجئين الفلسطينيين، وتوقفها عن العمل سيؤدي إلى كارثة إنسانية".


المصدر : Transparency News