ينتقد سياسي معارض تبنّي التيّار الوطني الحرّ لخطاب شعبويّ مزايداً على كلّ الأطراف في الوطن، مشيراً إلى استمراره في نهج المزايدة السياسيّة عند كلّ تحوُّل كبير يشهده الإقليم. 


يلفت النظر السياسي المعارض إلى أنّ اللّبنانيون لم ينسوا بعد لحظات المزايدة و التقلّبات التي مرّ بها التيّار خلال العشرين سنة الأخيرة:

- بدءًا من سنة ٢٠٠٤ والقرار 1559 الذي زعم التيّار بأنّه كان وراء صُنعه و أنّه جلب التغيير الدولي إلى لبنان و إدّعى بأنّه كان المحرِّك الأساسي لثورة ١٤ آذار.

- لينقلب على مزايداته بإتّفاق مار مخايل، و حرب تموز 2006، و أحداث 7 أيار، وصولاً إلى الأزمة السورية، حيث زايد التيّار على حزب الله نفسه في دفاعه عن أفعاله الداخليّة و الخارجيّة. كانت كل هذه الأحداث بمثابة تبرير لسياسات حزب الله بهدف الوصول برئيس التيار إلى الرئاسة، فيما كانت الكفّة تميل لصالح حزب الله. تُوِّجت هذه المرحلة بفرض عقوبات بتُهم فساد على رئيس التيار، الذي قدّمها على أنّها جاءت نتيجة دعمه للمقاومة، محاولاً تصوير نفسه كمقاوم فوق المقاومة نفسها.

- و في المرحلة الحاليّة، يزايد التيّار على المعارضة في انتقاداته لحزب الله و معاركه، محاولاً التغطية على المكاسب التي حصل عليها من الحزب على مدى السنين في مختلف الحكومات و المؤسّسات، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية. اليوم، يركِّز التيّار على المزايدة على القوى المعارضة المسيحيّة، مدركاً أنّ المجتمع المسيحي ينأى بنفسه عن سياسة حزب الله. و لأنّه وصل إلى قناعة أنّ التسوية الآتية لن تكون في مصلحة حزب الله كرابح بل ستكون على قاعدة لا غالب و لا مغلوب، أي أنّ حزب الله لن يستطيع إعطائه أكثر من ما أعطاه.

يختم السياسي المعارض بأنّ التيّار ينقل البندقيّة اليوم إلى الكتف الآخر، طامحاً لكسب تعاطف المجتمع الدولي بهدف رفع العقوبات عن رئيسه و لاستعادة الدعم المسيحي الذي فقده. و بذلك، يدخل التيار مرحلة جديدة من المزايدة السياديّة، ساعياً ليظهر كأكثر القوى السياسية سياديّةً.


المصدر : Transparency News