أكد النائب إيهاب مطر أن هناك قواسم مشتركة تجمعه بالرئيس سعد الحريري "على رأسها قضية لبنان أولاً والتعالي عن الطائفية والمناطقية، والالتزام بنهج الاعتدال". وأشار إلى أن الزيارة إلى بريطانيا مع وفد من النواب ضم غالبية الكتل البرلمانية، كانت بهدف "إعلام المجتمع الدولي بأن لدينا نية حقيقية لتغيير الواقع الداخلي وانتخاب رئيس للجمهورية" من أجل إعادة ترميم علاقتنا مع الخارج". وكشف أن "غالبية البريطانيين يتوقعون توسعة للحرب ونحن نعمل على تجنب هذا الخطر".


كلام مطر جاء خلال حديث إذاعي بعد عودته من لندن. وأكد أن الهدف الأساس لهذه الزيارة هو "أن نعلم المجتمع الدولي أن هناك مجموعة برلمانية لديها النية الحقيقية لتغيير الواقع، وانتخاب رئيس وإجراء إصلاحات لإرضاء الداخل وترميم علاقتنا مع الخارج، وأن يدينا بأيديهم لمساعدة لبنان وللقيام بخطوات إجابية من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام العمل السياسي"، مشيراً إلى أن "بريطانيا مهتمة بالعلاقة مع لبنان، ووزير خارجيتها ديفيد كاميرون زار لبنان وكانت له لقاءات".

وتابع مطر "تبدي بريطانيا اهتماما بأن تلعب دورا إيجابيا وفعالا أكثر في الخارج وتحديداً بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وهي تنسق مع اللجنة الخماسية بشكل دائم".

وقال: "سمعنا من الجانب البريطاني اهتماما كبيرا بالداخل اللبناني، وقلنا لهم أنه يوجد لدينا النية لانتخاب رئيس للجمهورية وأن نقوم بالإصلاحات اللازمة لإرضاء الشعب اللبناني، ولإعادة ترميم علاقتنا مع المجتمع الخارجي التي تدمرت نتيجة السياسات السابقة".

أما بالنسبة للوفد الذي زار بريطانيا وتحديداً تواجد عضو تكتل "لبنان القوي" النائبة ندى البستاني، قال: "هناك بعض التباينات، وبدلاً من أن نتحدث بطريقة مختلفة في لقاءاتنا كان هناك من يفضل الصمت على إظهار أي تباين في مواقف الوفد".

وعما إذا عاتبت البستاني مطر على عدم استقبال طرابلس لباسيل قال: "النائبة البستاني لم تعاتبني على رفض الطرابلسيين استقبال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ولكن أنا بخطابي أتحدث عن ضرورة تغيير باسيل لتعاطيه تجاه الطائفة السنية وأن يبادر في بعض الإيجابيات".

وفي ما يتعلق بزيارة مطر إلى الرئيس الحريري في بيت الوسط، أوضح أن "القواسم المشتركة مع الرئيس الحريري في قضية لبنان أولاً، والتعالي عن الطائفية والمناطقية، ونرى من خلال مسيرة الرئيس الحريري كل هذا التوجه، أما في ما يتعلق ببعض الأخطاء في الإدارة فالجميع يخطئ والرئيس الحريري من الذين اعترفوا بأخطائهم وأعاد حساباته... ليس هناك ما يسبب نفورا من الحريري. وهناك قاسم مشترك معه والاعتدال هو الأساس، وأنا أؤمن بالاعتدال وتقبل الآخر وضد مبدأ التطرف الديني والمذهبي والمناطقي".

أضاف: "هناك إمكانية للتعاون مع الحريري ضمن الإطار نفسه الذي أتعاون به الآن مع الجميع من موقعي المستقل، وإذا حدث تواصل وترابط أكثر باتجاه هدف وحيد نسير عليه لأجل لبنان، ويتكون تكتل نيابي كبير أو فريق كبير، لا مشكلة لدي".

وعن إمكان التقارب مع تكتل الاعتدال الوطني، أكد مطر: "القواسم المشتركة ليست كبيرة مع كل الكتل وأفضل أن أبقى مستقلا".

ورأى أن "ما يجري في الجنوب اليوم مفروض على اللبنانيين وهي ليست بخيار لبناني، ولا بخيار الدولة اللبنانية، ولا نريد توسعة الحرب ونحاول جهدنا إيقافها، ولكن للأسف لا إمكانية لضبط الجهة الإسرائيلية وجرائمها مستنكرة وهي في قمة الإجرام، ويجب أن يحصل هدنة ووقف كلي لإطلاق النار في غزة وتطبيق حل الدولتين ومحاسبة إسرائيل".

وأضاف أنه "ليس ضد فكرة الحوار وما حصل في التمديد لقائد الجيش ارتكز على الحوار، ولم يأخذ الطابع الذي رسموه، طاولة وشروط مسبقةـ، بل حدثت نقاشات بين الفرقاء وتمكنا من الوصول الى الحل. وأنا مع التواصل الدائم بين كل الفرقاء ولكن ليس مع حوار مشروط بإسم وظروف معينة، وهذا ما أرفضه واعتبر أنه مشروط لأن لدى الثنائي الشيعي مرشحا اسمه سليمان فرنجية".

وأوضح أن "فكرة الحوار المشروط بانتخاب رئيس للجمهورية سيتحول عرفاً معتمداً عند كل استحقاق، والمسار الدستوري هو ذهاب جميعنا إلى الجلسة ونتتخب رئيساً بجلسة واحدة ودورات متتالية ونحن نحاسب الرئيس على عمله وليس على نيته أو تاريخه، وأنا ملتزم بعدم تعطيل أي جلسة أو تضييع صوتي بشعارات وأن اتطلع بتعاون إيجابي مع أي رئيس مقبل وغايتي إيصال المرشح الأكثر كفاءة إلى هذا الموقع".

وحول الاستقالات التي حدثت بالأمس في بلدية طرابلس قال مطر: "هناك أكثر من 100 بلدية مستقيلة، وكل شخص مرشح تولى منصبا عليه مسؤولية، ومن يريد أن يستقيل فيقوم بذلك كي يحسن الوضع، وليس لأجل الكيدية"، معتبراً أن "هذه الاستقالة التي شهدناها البارحة في بلدية طرابلس هي ضرر لطرابلس ولبلديتها، وهي إعطاء المدينة للمحافظ الذي هو في الأساس عليه الكثير من التساؤلات على أدائه، وهو من الأشخاص غير المحبوبين على صعيد الأداء، وبالتالي هم يمثلون الشعب وعليهم أن يقوموا بمصلحة طرابلس، وتواصلت مع بعضهم وأتوجه لهم مجدداً بالقول ممنوع الاستقالة لأننا شهدنا ثلاث مرات تبدّلا في الرئاسة وهذه المرة الرابعة، وهذا مضحك ومعيب جداً لبلدية طرابلس".


المصدر : Transparency News