طارق أبوزينب - كاتب متابع للشأن الخليجي والعربي


مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، مما يهدد باندلاع حرب شاملة في المنطقة، يعيش الشعب اللبناني ساعات حاسمة خوفا من الانزلاق نحو حرب شاملة مع الكيان الصهيوني وامتداد نيران الحرب والدمار من الحدود الجنوبية إلى كل لبنان. فالشرارات المتطايرة من فلسطين المحتلة قد تجر لبنان نحو المجهول في ظل احتمال توسيع تبادل إطلاق النار، مما ينذر بعواقب كبيرة على لبنان، الذي يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية متراكمة.
وبالتزامن مع بدء الحرب في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وانخراط لبنان في الصراع، من الصعب تحديد الكلفة الاقتصادية التي بدأت تحرق مكانها، حيث إن الاقتصاد اللبناني لا يحتمل تداعيات أي حرب جديدة تندلع وتمتد على مساحة البلاد. لقد دخل الاقتصاد اللبناني منعطفًا جديدًا بسبب تداعيات هذه الحرب.
وعلى هامش كل ذلك، فإن الحكومة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ قرار بالسلم أو الحرب، نظرًا لعدة عوامل من بينها الفراغ الرئاسي والانقسام الحاد بين الفرقاء السياسيين في اختيار مرشح لمنصب رئيس الجمهورية. 
مصادر مطلعة خليجية موثوقة أكدت أن الدول المشاركة في "اللجنة الخماسية" متفقة تمامًا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتسعى إلى فصل مسار الانتخابات الرئاسية عن الصراع في قطاع غزة وتداعياتها على لبنان. وتشدد اللجنة على ضرورة انتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت ممكن، في حين يواصل الكيان الصهيوني التهديد والتصعيد العسكري.
ووفقًا للمصادر الخليجية يُفترض أن يقوم المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بزيارة لبنان قريبًا ممثلًا للجنة الخماسية، ومن المتوقع أن يعلن عن قائمة المعايير التي استنتجها من إجابات القادة اللبنانيين عن أسئلة مكتوبة تم توجيهها إليهم في سبتمبر الماضي. وتؤكد المصادر أنه وفقًا لهذه النتائج، سيتم تحديد الخطوة التالية لمسار الخماسية، مع التشديد على اتخاذ إجراءات صارمة ضد جميع من يعرقلون عملية انتخاب رئيس للجمهورية قد تصل إلى تطبيق عقوبات بحق جميع المعرقلين.
وفي سياق آخر، أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظته خلال قداس الأحد في بكركي، إلى أن التأخير في انتخاب الرئيس أدى إلى فوضى عامة سمحت للمسؤولين بالاستئثار بالسلطة، مما يشكل خطرًا على الوحدة الوطنية. كما أشار إلى التشويهات في الدستور والعيش المشترك، محذرًا من أن لبنان يسير نحو الانهيار وأن السقف سينهار على الجميع. وأشاد بجهود اللجنة الخماسية، معربًا عن أمله في تجاوب القوى السياسية معها.

 

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News