ما إن استجابت الأطراف المسيحية الرئيسية لمبادرة تكتل الاعتدال الوطني، وبدأت تلوح في الأفق مؤشرات إيجابية حول اقتراب التوصل إلى حل لقضية رئاسة الجمهورية، حتى بدأ نواب الرئيس نبيه بري يتخلون عن الاتفاق. وذلك رغم وعد الرئيس بري بفتح المجلس للتشاور بين النواب، يليه إجراء جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في جلسات متوالية دون تأخير. إلا أن نوابه اليوم يتراجعون عن هذا الوعد، متذرعين بالتفاصيل العملية لتنظيم مثل هذه المشاورات وإدارتها، وبأن الرئيس بري ليس مسؤولا عن أفعال حلفائه وتصرفاتهم خلال الجلسات.
نواب تكتل الرئيس بري يسعون اليوم لتجديد دوره الذي تحول إلى طرف في هذا الاستحقاق، وبعد تجاوزاته الدستورية الفاضحة في محاولته لإيصال مرشحه لرئاسة الجمهورية. يهدفون إلى إعادة تأكيد دوره محاولين فصل الرئيس بري عما قد تكون تصرفات حلفائه، في مسعى يظهر محاولات هذا الفريق لإعاقة المبادرة الرئاسية. يبدو أن الرئيس بري لم يتوقع النجاح السريع لمبادرة تكتل الاعتدال الوطني، مما دفعه إلى إرسال نوابه للغوص في التفاصيل الدقيقة بهدف تعطيل العملية، عبر التلاعب بالكلام والتقليل من أهمية المبادرة.


المصدر : Transparency News