تلسكوب "جيمس ويب" يكشف أسرار إعادة تأين الكون المبكر
29-02-2024 01:59 PM GMT+02:00
وتوفر النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في مجلة "نيتشر"، رؤى حاسمة حول سؤال طويل الأمد أثار اهتمام علماء الفلك لعقود من الزمن، وهو ما هي المصادر المسؤولة عن إعادة تأين الكون؟
خلال عصر إعادة التأين، ظهرت النجوم الأولى من الظلام وأضاءت غاز الهيدروجين الكثيف، ما أدى إلى تحول عصر بدائي خال من النجوم أو المجرات. ومع ذلك، فإن هوية المصادر التي تنبعث منها الإشعاعات القوية اللازمة لتفريق هذا الضباب الهيدروجيني ظلت بعيدة المنال.
باستخدام عدسة الجاذبية، حدد الفريق ثماني مجرات باهتة بشكل ملحوظ لم يكن من الممكن الكشف عنها لولا ذلك. وتم الكشف عن أن هذه المجرات المعروفة باسم (Abell 2744)، على الرغم من كونها باهتة، إلا أنها منتجة بشكل مذهل للإشعاعات المؤينة، متجاوزة الافتراضات السابقة بأربعة أضعاف.
يشير هذا الاكتشاف الرائد إلى أن هذه المجرات القزمة الصغيرة لعبت على الأرجح دورًا مهما في إعادة تأين الكون المبكر. ويؤكد المؤلف الرئيسي حكيم عتيق من معهد الفيزياء الفلكية في باريس على التأثير الجماعي لهذه المجرات التي تبدو غير ذات أهمية، قائلًا: "إنتاجها الإشعاعي النشط أدى بشكل جماعي إلى تحويل حالة الكون بأكمله".
للوصول إلى هذه الاستنتاجات الرائدة، قام الفريق بدمج بيانات التصوير العميق للغاية من ويب مع التصوير الإضافي من تلسكوب هابل الفضائي لتحديد مرشحي المجرات الخافتة. وأتاح التحليل الطيفي اللاحق باستخدام مطياف ويب للأشعة تحت الحمراء القريبة (NIRSpec) أول قياس قوي للكثافة العددية للمجرات الخافتة خلال حقبة إعادة التأين، ما يؤكد هيمنتها في تلك الحقبة.
سيقوم الفريق باستكشاف هذه النتائج بشكل أكبر من خلال برنامج (جليمبس GLIMPSE)، الذي يستهدف مجموعة مجرات أخرى (Abell S1063)، لتحديد المجرات الأكثر خفوتا. وتعد هذه الملاحظات بتعميق فهمنا للكون المبكر، بما في ذلك الفترة الغامضة المعروفة باسم الفجر الكوني.
في حين أن هذه النتائج تمثل علامة بارزة في كشف أسرار التطور المبكر للكون، فإن الفريق البحثي يعترف بالحاجة إلى ملاحظات إضافية في مجالات مستقلة للتحقق من استنتاجاتهم.
ومع ذلك، يمثل هذا البحث انتصارًا لفضول الإنسان وإبداعه، ويقدم لمحات محيرة عن الأصول الكونية لكوننا.
المصدر : وكالات