شهدت الانتخابات النيابية الإيرانية التي جرت، أمس الجمعة، عزوفاً تاريخياً عن التصويت، حيث بلغت نسبة المشاركة 40.6% فقط، في أدنى مستوى منذ الثورة الإسلامية عام 1979.


لم تُطابق حسابات السلطات السياسية آراء المواطنين، إذ فشلت الجهود الرسمية في حثّ الناخبين على المشاركة، وظلت نسبة المشاركة متدنية طوال اليوم.

يعزو العديد من المراقبين عزوف الإيرانيين عن التصويت إلى غياب أصحاب الثقل من المعتدلين والإصلاحيين عن السباق، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، والغلاء ومعدلات التضخم.

ويرى كثير من المحللين أن أعدادا كبيرة من الإيرانيين فقدوا الثقة في قدرة الحكام الحاليين على حل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن مزيج من العقوبات الأميركية وسوء الإدارة والفساد.

من المتوقع أن تعزز تلك الانتخابات قبضة المحافظين على السلطة، لتستمر هيمنتهم الواسعة على المجلس الذي يشغلون حالياً أكثر من 230 مقعداً فيه من أصل 290.

كما تؤكد النتائج تراجع المعسكر الإصلاحي والمعتدل منذ انتخابات 2020 بعدما همّشه المحافظون والمتشددون في مجلس صيانة الدستور.

ومن المقرر أن تُعلن النتائج الأولية للانتخابات غداً الأحد، وسط توقعات بتصدر المحافظين للنتائج، وتغييرات طفيفة في تركيبة المجلس.

تُثير الانتخابات الحالية تساؤلات حول مستقبل إيران السياسي، خاصةً في ظل تراجع المعسكر الإصلاحي وازدياد هيمنة المحافظين، ما قد يُؤثّر على مسار العلاقات الدولية للبلاد.


المصدر : وكالات