في محاولة لتجاوز الجمود السياسي في لبنان، قدّم تكتّل الإعتدال الوطني مبادرة رئاسيّة تهدف إلى إحياء العمليّة السياسيّة. هذا التفاؤل الذي بدأ بإيجابيّة و أمل، خاصّة بعد وعود الرئيس نبيه برّي بالدعوة إلى جلسة مباشرة بعد انتهاء فترة التشاور، لم يلبث أن اصطدم بالإرهاب الذي يفرضه الثنائي الشيعي على السياسة اللبنانية.


لكن يبدو أنّ الرئيس برّي، يتمسّك بِدوره المحوري في قضيّة رئاسة الجمهوريّة، غير مستعدٍّ لمنح تكتّل الإعتدال الوطني الإمتياز لتحقيق اختراق في هذا الملفّ على حساب دوره السياسي. هذا الموقف يعكس تحدّي الثنائي لكلّ مبادرة داخليّة لا توصل إلى النتيجة التي يرجوها، و يفضَّل إبقاء الإستحقاق الرئاسي رهينة المبادرات الخارجية التي يعوِّل عليها لتحقيق مكاسبه. 

إزدواجيّة التعاطي من قبل الرئيس برّي واضحة حيث أنّه بارك المبادرة من جهة و أطلق نوّابه لمهاجمتها عبر وسائل الإعلام من جهةٍ أخرى. هذه الازدواجيّة أضفت مصداقيّة على تصريحات المعارضة التي تتّهم الثنائي بالعرقلة لتأتي هذه المبادرة لتأكيد ادّعاءات المعارضة. لم يبخل الثنائي الشيعي و حلفائه على مبادرة الإعتدال بالعراقيل و رموها كلّها على طريقها و أغرقوها بالتفاصيل.

في هذا السياق، إنّ عرقلة مبادرة تكتّل الإعتدال الوطني الرئاسيّة، و التي أتى نعيُها على لسان النائب علي حسن خليل، يعكس تحدّي الثنائي لإرادة أغلبيّة اللبنانيين بإنتخاب رئيس بأقرب وقت لتسيير أمور الشعب الذي يرزح تحت أزمة إقتصاديّة خانقة في غياب الدولة. هذه المبادرة تُظهر بوضوح المعرقل الحقيقي للإستحقاق الرئاسي بما يخدم مصالحه الضيّقة، محاولاً فرض أمر واقع على اللبنانيين.


المصدر : Transparency News