في مأزقٍ متصاعد يشهده الشرق الأوسط، تتجه الأنظار نحو الحدود الشمالية لإسرائيل ولبنان، حيث تتفاقم التوترات بين الجانبين، مع تزايد المخاوف من احتمالية نشوب صراع مسلح بينهما. يتساءل المراقبون عن الآثار المحتملة لهذا النزاع على البنية التحتية المدنية في إسرائيل، خاصة في ظل تراجع الدعم الأمريكي المعتاد لها.


في تقرير حديث نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تسلط الضوء على تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، مشيرة إلى أن اندلاع حرب شاملة بينهما كان متوقعًا منذ الثامن من أكتوبر الماضي. ورغم هذا التوقع، فإن الجهة المجهولة تبقى حجم الدمار المحتمل الذي ستسفر عنه هذه الحرب على البنية التحتية المدنية في إسرائيل، خاصة في ظل غياب الدعم الأمريكي لهذه الحرب.

وأوضحت الكاتبة داليا شيندلين أن تصاعد الوضع بدأ بإطلاق حزب الله النار على المواقع الإسرائيلية من الجنوب اللبناني منذ بداية الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، ما أدى إلى إجلاء نحو 80 ألف إسرائيلي و75 ألف لبناني من المناطق الحدودية.

وفي هذا السياق، يسعى حزب الله لتفادي حرب واسعة النطاق، وهو ما أكدته خطابات زعيمه حسن نصر الله، بينما تتبنى قيادات إسرائيلية نهجًا أكثر عدوانية تجاه الحزب.

وفي ظل هذا التصعيد، تفكر الحكومة الإسرائيلية في شن ضربة استباقية كبيرة، وهو الأمر الذي أيده وزير الدفاع يوآف غلانت، إلا أن معارضة الولايات المتحدة تحولت دون تنفيذ هذا الأمر.

ومع استمرار القتال على الحدود، يطلق حزب الله قذائف مضادة للدبابات ويستخدم المسيرات الانتحارية والصواريخ، بينما تستهدف غارات إسرائيلية مواقع للحزب، مما أسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المقاتلين والمدنيين اللبنانيين والإسرائيليين.

وفي تصريحات متشددة، دعت القيادة السياسية الإسرائيلية إلى ضرب حزب الله بقوة، مع تهديدات بالخيار العسكري في حال فشل التوصل إلى حل دبلوماسي.

ويعتبر تصعيد الوضع بين إسرائيل وحزب الله خطرًا على العلاقات المستقبلية لإسرائيل، خاصة في ظل توقعات بشن هجمات مدمرة على البنية التحتية الإسرائيلية، مما يطرح تساؤلات عديدة حول كيفية تعامل إسرائيل مع هذا التحدي وتكاليف الحرب المحتملة.


المصدر : Transparency News