قلّت اطلالات السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا من المقار السياسية اللبنانية مؤخراً، بعدما استشعر مدى البرودة المتحكمة بالملف الرئاسي وانعدام حماس بعض القوى السياسية لانتخاب رئيس جمهورية.


وفي هذا السياق، بات مصير كل المبادرات المطروحة للخروج من مستنقع الجمود من دون افق، حتى تلك التي طرحها تكتل الاعتدال الوطني ورحب بها الجميع بدأت حظوظها بالتراجع تدريجياً، حتى بين اطراف المعارضة المتحمسين بشدة لانهاء الشغور الرئاسي.

يُنقل عن سياسي من المعارضة اجتمع الى السفير بورجيا أن "الفاتيكان يريد رئيساً" للبنان بأي ثمن، ذلك ان انتخاب رئيس أهم من استمرار الشغور في الموقع الرئاسي المسيحي الاوحد في المنطقة.

ولا يشاطر السياسي اياه الفاتيكان رؤيته هذه، معتبرا ان الشغور على علله ومخاطره افضل من انتخاب مرشح من محور الممانعة والمقاومة، مستشهداً بالعهد الرئاسي الأخير الذي أوصل البلاد إلى الحضيض.

وعن اتهام الرئيس بري المسيحيون والقادة الموارنة تحديدا بتعطيل انتخاب رئيس، معتبراً "انهم هم من يعطل انتخاب الرئيس بسبب الخلافات في ما بينهم وعدم الاتفاق على اسم الرئيس". رأى السياسي المعارض ان اتهام الموارنة بتعطيل انتخاب رئيس غير دقيق، بدليل ان القادة الموارنة في المعارضة تقاطعوا مع التيار الوطني الحر على تأييد ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، ورغم ذلك عطل نواب الثنائي الشيعي الدورة الثانية من جلسة 14 حزيران الماضي.

ويعتبر السياسي المعارض ان الثنائي وحده يتحمل مسؤولية ابقاء الرئاسة المسيحية شاغرة لاخفاء حقيقة ان الحزب لا يريد انتخاب رئيس جمهورية للبنان، قبل ان يتم الاتفاق الاميركي الايراني، باعتبار ان ملف الرئاسة هو احد اوراق الضغط القوية، وربما الاقوى بيد طهران في المفاوضات النووية مع واشنطن.

يذكر السياسي مواصفات الرئيس التي حددها الخماسي الدولي في بيانه الختامي بعد اجتماعه في الدوحة "رئيس يجسّد النزاهة، يوحد الامة ويضع مصالح البلاد في المقام الاول، يعطي الاولوية لرفاه مواطنيه، ويشكل ائتلافا واسعا وشاملا لتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية والسياسية،لاسيما تلك التي يوصي بها صندوق النقد".

يختم السياسي بالقول ان الرؤية الدولية للبنان تستلزم وقتا طويلاً ولن تدخل حيز التنفيذ مباشرة مع انطلاق التسوية في غزة، الا انها ستطبق تدريجياً، انطلاقا من انتخاب رئيس على مستوى دقة المرحلة " لا رئيس "كيف ما كان" لأن "البروفايل" هذا بات خارج النقاش، وقد ولّ زمانه.


المصدر : وكالات