في ظل الاشتباكات المتصاعدة في منطقة البحر الأحمر، تتزايد المخاوف من تأثيرها على سلامة الملاحة الدولية في هذا الممر الحيوي. تظهر التطورات الأخيرة في تلك المياه المتنامية أن التوترات قد بلغت مستويات مقلقة، مع احتجاز سفينة تجارية من قبل مجموعة تدعى بـ "البحرية اليمنية"، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول سبب هذه الأحداث وتداعياتها على حركة الشحن العالمية واقتصاد النقل البحري.


كشفت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن احتجاز سفينة تجارية من قبل مجموعة تعرف بـ "البحرية اليمنية"، طالبت الطاقم بتغيير مساره جنوب غرب مدينة عدن.

ووفقًا للهيئة، فإن عملية الاحتجاز استمرت نصف ساعة تقريبًا، دون الكشف عن المسار الذي اتبعته السفينة لاحقًا. يأتي هذا الحادث بعد تصريحات وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة جماعة الحوثي اليمنية، التي دعا فيها السفن إلى الحصول على تصريح من "الشؤون البحرية" المسيطرة عليها قبل دخول المياه اليمنية.

وفي هذا السياق، فإن قرار الحوثيين يشمل نطاق المياه الإقليمية الذي يمتد حتى منتصف طريق مضيق باب المندب، وهو المدخل الرئيسي للبحر الأحمر الذي يعد ممرًا مهمًا لحركة الشحن العالمية.

منذ منتصف نوفمبر، نفذت جماعة الحوثي أكثر من 60 هجومًا على سفن تجارية في هذا الممر الملاحي الحيوي، مزاعمة أنها تستهدف إما إسرائيل أو موانئها، داعمة بذلك قطاع غزة المنكوب. وأدت هذه الهجمات إلى تغيير مسارات الشحن البحري، مما زاد من تكاليف النقل حول القارة الإفريقية.

وفي تصريحات لوزير الدفاع الأميركي السابق، روبرت غيتس، أشار إلى أن الحوثيين قد لا يتوقفون عن هجماتهم حتى لو تم التوصل إلى هدنة في غزة. ورأى أنهم قد يستمرون في تقديم تحديات لحركة الشحن عبر البحر الأحمر لفترة طويلة.

في هذا السياق، شنت القوات الأميركية والبريطانية ضربات جوية على مواقع حوثية في اليمن في محاولة لحماية الملاحة البحرية، مع تصاعد المخاوف من تأثير الحرب في غزة على استقرار المنطقة بأسرها.


المصدر : Transparency News