رمضانٌ بلا مأوى: رحلةٌ صعبةٌ للنازحين في جنوب لبنان
07-03-2024 08:12 AM GMT+02:00
بعد أكثر من 150 يومًا على التصعيد العسكري على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، يواجه النازحون من القرى والبلدات الحدودية الجنوبية فصلاً جديدًا من المعاناة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وتفاقمت معاناة النازحين بسبب الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة وقلة إمكانات الجهات الرسمية اللبنانية ومحدودية تقديمات مؤسسات وهيئات المجتمع المدني.
يقول مصطفى السيد، أحد النازحين من بلدة بيت ليف، لـ"نداء الوطن": "لقد نزحت خوفاً على أولادي من الموت، ولكنّنا ذقنا علقم النزوح مضاعفاً. في بداية النزوح، كانت التقديمات مقبولة على مضض، اليوم تراجعت كثيراً ولم يعد يتوفر لنا الحليب والحفّاضات ونشتري الدواء، لقد صرفنا كل ما نملك من أموال، والمعاناة صعبة ومريرة وفق الوصف، وفي ذات الوقت لا نستطيع العودة إلى البلدة بسبب الخطر الذي يحدق بنا".
ويُعبّر السيد عن هواجسه من تفاقم المعاناة في شهر رمضان، خاصة بعد فصل الشتاء القارس، ويقول: "نأمل أن يكون شهر التراحم والمودة والتكافل الاجتماعي ومساعدة بعضنا البعض".
خلال الأشهر الخمسة الماضية من التصعيد العسكري، ارتفع عدد النازحين في منطقة صور إلى أكثر من 25 ألفاً من بين أكثر من 92 ألف نازح من القرى الحدودية، موزّعين على نحو 6714 عائلة.
ويقول منسق الإعلام في وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات منطقة صور بلال قشمر لـ"نداء الوطن": "الأوضاع صعبة جداً في ظل الأزمة المعيشية والاقتصادية ومع ضعف او محدودية امكانات المساعدة، سواء من الدولة نفسها أو مؤسسات المجتمع الأهلي، ولكننا نبذل كل مستطاع. بدأنا تحضير خطة تحاكي شهر رمضان المبارك لجهة تأمين ما نستطيع من احتياجات النازحين سواء المقيمين في مراكز الإيواء أو خارجها، وبإذن الله سنقدّم وجبات فطور وسحور يومياً للنازحين في مراكز الإيواء، وسنوزّع حصصاً تموينية للنازحين خارجها تساعد في سدّ بعض من رمقهم خلال الشهر الفضيل."
وتُشير هذه المعاناة المتفاقمة إلى الحاجة الملحّة إلى مزيد من المساعدات من الدولة اللبنانية ومؤسسات المجتمع المدني لتخفيف وطأة الأزمة على النازحين، خاصة مع حلول شهر رمضان.
المصدر : Transparency News