تأثرت القطاعات الصحية في لبنان بشكل كبير جراء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، حيث باتت الإضرابات الأخيرة لموظفي القطاع العام تؤثر أيضًا على استيراد الأدوية المهمة لمرضى السرطان والأمراض المستعصية. هذا الوضع يضع حياة هؤلاء المرضى في خطر نتيجة فقدان أو حجب الأدوية الضرورية عنهم.


تجسدت قصة "ج.ص" التي تعاني من مرض السرطان، والتي أصيبت بصدمة عندما علمت بإصابتها قبل سنوات. بدأت "ج.ص" رحلة علاج طويلة ومؤلمة، تضمنت عمليات جراحية متعددة وعلاجات كيميائية شاقة. ورغم انتصارها الأول على المرض، إلا أنه عاد مجددًا، مما دفعها لمواصلة محاربته بشجاعة. ولكن معاناتها لم تقتصر على آلام المرض بل توسعت لتشمل صعوبات توفير الأدوية اللازمة.

تعبر "ج.ص" عن قلقها المستمر حيال كيفية تأمين الأدوية الضرورية من الخارج، خاصةً دواء "لينبارزا" الباهظ الثمن، الذي يتطلب تناوله بانتظام لمنع عودة المرض. ورغم قدرتها المالية على استيراد الدواء، إلا أنها تشعر بالقلق على مصير المرضى الذين لا يمتلكون نفس القدرة المالية.

في هذا السياق، تناشد "ج.ص" وزارة الصحة العامة لحل هذه المعضلة، مشيرة إلى أنها تشعر بالقلق على مصير آلاف المرضى الذين يواجهون صعوبات في الحصول على العلاج بسبب ارتفاع أسعار الدواء وانقطاعه عن الأسواق.

من جانبها، أعربت رئيسة دائرة الصيدلة في وزارة الصحة العامة، الدكتورة كوليت رعيدي، عن أسفها لتأثير الأزمة على توفير الأدوية، مشيرة إلى أن الإضرابات العامة تسببت في تأخير إجراءات التحويل المالي، مما أدى إلى تأخر تسليم الأدوية للمستوردين.

وفي محاولة للتخفيف من هذه الأزمة، أكدت المصادر الوزارية أن وزير الصحة العامة فراس الأبيض قام باتصالات مكثفة لضمان تسليم الدواء للمرضى، ومن المتوقع أن يتم الإفراج عن الأدوية في الساعات القليلة المقبلة.


المصدر : وكالات