تُمثل الأحادية القطبيّة في السياسة الدولية توزيع القوّة بحيث تُمارس دولة واحدة أغلب النفوذ الثقافي، الاقتصادي، والعسكري على نطاق واسع. 


أعادت مجريات حرب غزّة، المستمرّة لأكثر من ستّة أشهر، إلى الأذهان تصريحات محور الممانعة عن طرد أمريكا من المنطقة. 
في هذا السياق، يُلاحظ أنّ قوى محور الممانعة تربط كل عمليّاتها بهدف واحد وهو محاورة الولايات المتّحدة الأمريكيّة للحصول على مكتسبات إقليميّة. هذه القوى، بعكس ادّعائها بطرد أمريكا من المنطقة، تجد نفسها اليوم مضطرّة للتفاوض معها في محاولة للحفاظ على نفوذها.
الحرب الدائرة ثبّتت النظام الأحادي القطب، مُظهرةً الولايات المتّحدة كفاعل رئيسي يستطيع التأثير على تحرُّكات الدول وفقًا لمصالحه الخاصّة، في ظلّ غياب نسبيّ أو عجز منافسيها التقليديّين، مثل الصين وروسيا، عن تقديم تحدّ فعلي لهذا النفوذ. هذا التطوّر يُلقي الضوء على الديناميكيّات الجيوسياسيّة المعقّدة التي تشكّل العلاقات الدولية، ويُظهر كيف يمكن للقوى الإقليمية أن تسعى للتكيُّف مع هذه الواقعيّة من خلال محاولة إرضاء الولايات المتّحدة لضمان تحقيق بعض الإنجازات أو المحافظة على مكانتها.
في هذه اللحظة الفارقة في المنطقة، حتى الإنجازات الإلهيّة التي يُسوّق لها المحور هي مجرد مكافآت أمريكية، والتي تُمنح لتعزيز مصالح الولايات المتّحدة ضمن استراتيجيّتها لتنظيم النفوذ الإقليمي تحت إشرافها.