كتبت هناء فضول


إنتظار قد يكون هذا هو اسمها لم تعد تدري مرّ زمن طويل والناس ينادونها بهذا الإسم  وأمها من قبلُ كان اسمها إنتظار وكذا اسم جدّتها وجدّة جدّتها.

تعيش حياتَها لا بل تنتظرُ الفرجَ الآتي كما جداتُها ،تتذكر ما روته لها أمها، لا هي اليوم  لا تتتذكر كانت بكامل وعيها عندما قالت لها جارَتها بضعة اشهر ريثما تنتهي الإنتخابات في هاتيكَ الدولةِ مما سينعكس إيجابا على وضعنا، لم اختلطت الأمور عليها لتلك الدرجة ألم تسمع هذه الجملة من أمها قبلاً كما نقلتها لها عن جدّتها.


إنتظار مواطنة في مدينة التأجيل كل الأمور تطبخ في اللّحظة الأخيرة وقد ينضجها  الإنتظار دونما حاجة الى طبخها.
ذهبت لتأمين الدواء لمرَضِ أمّها المزمن،  غيرُ متوفر عليها ان تأتيَ الشهر القادم، لا بأس مازال في جعبتها الكثيرُ من الإنتظار ما يكفيها مؤنة هذا الشهر.  
انه أخر الشهر ،الراتب الراتب قد يحلُّ المشكلة،، لكن مشكلةً ما أخرته بضعةَ أيامٍ،   عليها أن تنتظر لا بأس مازال في جعبتها الكثير من الإنتظار ما يكفيها مؤنة هذه  الأيام.
 أجمعت عناوين الصّحف أن المعركةَ واقعةٌ لا محالة هرعت إلى شراءِ بعضِ الحاجياتِ والموادَّ الغذائيةِ وفقت تأملت،هذه هي حالها مع أمها  وجدّتها ألم ينتهِ بعد ُهذا الشريط المسجّل. 
تتساءلُ أحيانا أهي تعيش بالفعل أم أن الذاكرة تعيش فيها أم أّنها تعيش هي في الذاكرة، أهي تجترُّ الأدوارَ على مسرح الإنتظار ام  أن الإنتظارَ يجترها.
سئِمتُ قالتها أخيراً متى أعيش حياتي أنا ، متى أكفّ أن أكون نسخةً طبق الأصلِ  عن أمّي وجدّتي .  
 
فكرت في ابنتها أيكون لها مكانٌ وزمانٌ مختلفين  متى ؟ أين؟


المصدر : Transparency News