في قلب الصراع المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تأخذ القدس، كمدينة تاريخية ودينية مقدسة، مكانتها الخاصة. ومع اقتراب حلول شهر رمضان، يتزايد الوضع المتوتر في هذه المدينة العريقة، حيث تقترب الأحداث من مسجد الأقصى، الذي شهد العديد من التصعيدات والصراعات في الماضي. تفاقم الوضع الإنساني في غزة، جنوبي فلسطين، يضفي مزيدًا من القلق على هذا الشهر المبارك. هذا النص يلقي نظرة على التحضيرات والتوترات التي تسبق حلول شهر رمضان في القدس وغزة، وكيف يؤثر الصراع الدائر على حياة السكان المحليين ومظاهر الاحتفالات التقليدية في هذا الوقت المبارك.


في الوقت الذي تستعد فيه البلدة القديمة في القدس لاستقبال شهر رمضان، تظهر علامات الاحتفال الشائعة قلةً ما. فقد أغلقت نحو نصف محلات بيع الهدايا أبوابها بمصاريع معدنية، وخلت الشوارع الضيقة المؤدية إلى المسجد الأقصى من المارة، ولم تُرى أضواء الزينة والفوانيس التي تزين عادةً المناطق المقدسة في هذا الوقت من العام.

ويرجع السبب في تراجع الاستعدادات لاحتفال شهر رمضان في القدس إلى التصعيد الدائم للصراع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، حيث دخلت المواجهات شهرها السادس دون أي مؤشرات على تحسن الوضع.

وقد شهدت غزة، منذ بداية الصراع، مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني وجرح أكثر من 70 ألف آخر، معظمهم من النساء والأطفال، وواجهت المنطقة أزمة إنسانية حادة.

وأبدى سكان القدس تخوفهم من كيف ستكون أحوال رمضان هذا العام، خاصة مع قيود الوصول المفروضة على المسجد الأقصى، الذي شهد عدة مواجهات مسلحة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية خلال الأعوام الماضية.

وفيما يتعلق بشهر رمضان هذا العام، فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستسمح لبعض الفلسطينيين من الضفة الغربية بالصلاة في المسجد الأقصى، لكنها لم تقدم أي تفاصيل إضافية.

ويأمل العديد من الفلسطينيين في الوقت نفسه في تحقيق تقدم في المحادثات الدولية من أجل وقف القتال وإحلال السلام، خاصة مع تزامن ذلك مع حلول شهر رمضان، لكن حتى الآن لم يحدث أي تقدم في هذا الصدد.


المصدر : Transparency News