في ظل التوترات الحالية على الساحة الدولية وتصاعد الصراع في منطقة الحدود الشرقية لأوكرانيا، أثارت تصريحات البابا فرنسيس دعوة للتفاوض ورفع الراية البيضاء جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية.


البابا فرنسيس، قدم دعوة لطرفي النزاع في أوكرانيا للتفاوض ورفع الراية البيضاء، ما أثار انتقادات واسعة من المسؤولين الأوكرانيين وبعض السياسيين الأوروبيين. في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أعرب وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، عن رفض بلاده لهذه الدعوة، مؤكدا أن أوكرانيا لن تستسلم أبدا أمام روسيا. وتصاعدت الانتقادات في أوروبا أيضا، حيث وصف رئيس لاتفيا، إدغارس رينكيفيتش، التصريحات بأنها "مخزية"، فيما وصف عضو البرلمان الأوروبي، دينيس رادتكي، تصريحات البابا بأنها "غير مفهومة".

تأتي هذه التصريحات في ظل توترات متزايدة على الحدود الشرقية لأوكرانيا، حيث شنت روسيا هجوما على البلاد في فبراير الماضي، واستمر الصراع بين القوات الأوكرانية والموالية لروسيا. وفي ظل هذه الظروف، فإن دعوة البابا للتفاوض ورفع الراية البيضاء أثارت جدلا واسعا، خاصة أنها جاءت بعد صمته بشأن الدور الروسي في النزاع.

عبر البابا في مقابلة مع وسائل إعلامية عن دعمه لمحادثات السلام والحوار كسبيل لحل النزاع، مؤكدا أن المحادثات يجب أن تتم بمساعدة القوى الدولية. وقد قال البابا إن الأقوى هو الذي يفكر في الناس ويتحلى بشجاعة الراية البيضاء للتفاوض ووقف الأعمال العدائية. وأكد المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، أن البابا استخدم تعبير "الراية البيضاء" للإشارة إلى وقف الأعمال القتالية والهدنة.

من جهتهم، أعرب المسؤولون الأوكرانيون عن استيائهم من تصريحات البابا، مشددين على أن أوكرانيا لن تستسلم أمام روسيا، وأنها ستواصل الصمود والدفاع عن حقوقها وسيادتها. وفي هذا السياق، أثارت تصريحات البابا انتقادات من بعض السياسيين الأوروبيين أيضا، حيث وصف عضو البرلمان الأوروبي، دينيس رادتكي، تصريحاته بأنها "مخزية"، وعبر عن استغرابه من عدم دعم البابا لأوكرانيا وعدم انتقاده لروسيا.

في المقابل، قال البابا في جزء آخر من المقابلة أن التفاوض لا يعني استسلاما أبدا، مؤكدا على أهمية الحوار والحلول السلمية للنزاعات.


المصدر : Transparency News