أظهر تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن فرنسا أصبحت ثاني أكبر مصدّر للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس الأخيرة، متفوّقة بذلك على روسيا والصّين.


وجاء ذلك بالتزامن مع زيادة كبيرة في صادرات الأسلحة العالمية، مدفوعةً بحرب أوكرانيا وتوترات الشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى أن الدول الأوروبية ضاعفت وارداتها من الأسلحة في الفترة من 2019 إلى 2023 مقارنة بالفترة من 2014 إلى 2018، مع ظهور أوكرانيا كأكبر مستورد أوروبي للأسلحة بعد الغزو الروسي في عام 2022.

وشكّلت الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية معاً 72% من جميع صادرات الأسلحة في الفترة 2019-2023، مقارنة بنسبة 62% في الفترة 2014-2018.

كشفت كاتارينا ديوكيتش، الباحثة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن فرنسا تستغل الطلب العالمي المتزايد على الأسلحة لتعزيز صناعة الأسلحة من خلال الصادرات، ونجحت بشكل خاص في بيع طائراتها المقاتلة خارج أوروبا.

وأشارت ديوكيتش إلى أن أكثر من نصف واردات الدول الأوروبية من الأسلحة تأتي من الولايات المتحدة، بينما تعد أوروبا مسؤولة عن حوالي ثلث صادرات الأسلحة العالمية، بما في ذلك الكميات الكبيرة التي تذهب خارج المنطقة.

ومع ذلك، شهدت أوروبا ارتفاعًا حادًا في واردات الأسلحة، حيث زادت بنسبة 94% في الفترة 2019-2023 مقارنة بالفترة 2014-2018. برزت أوكرانيا كأكبر مستورد للأسلحة الأوروبية خلال السنوات الخمس الماضية، ورابع أكبر مستورد في العالم للسلاح، بعد الهند والسعودية وقطر، بزيادة قدرها حوالي 6633%.

وبين عامي 2019 و2023، جاءت 55% من الواردات إلى أوروبا من الولايات المتحدة، بزيادة 35% مقارنة بالفترة بين عامي 2014 و2018. وكانت ألمانيا وفرنسا ثاني أكبر المستوردين في المنطقة، حيث استحوذتا على 6.4% و4.6% من الواردات الأميركية، على التوالي.

ذهب حوالي 37% من عمليات نقل الأسلحة الرئيسية في الفترة 2019-2023 إلى دول في آسيا وأوقيانوسيا، وهي أكبر حصة في أي منطقة ولكن بانخفاض طفيف من 41% في الفترة 2014-2018. وعلى الرغم من الانخفاض الإجمالي بنسبة 12% في واردات الأسلحة للمنطقة، إلا أن واردات العديد من الدول زادت بشكل ملحوظ.

وقال بيتر ويزمان، كبير الباحثين في برنامج نقل الأسلحة في معهد ستوكهولم: "من المرجح أن تظل واردات الأسلحة الأوروبية عند مستوى مرتفع، مع وجود العديد من الأسلحة عالية القيمة قيد الطلب (بما في ذلك ما يقرب من 800 طائرة مقاتلة وطائرات هليكوبتر قتالية)".

وبالمقابل، انخفضت واردات السعودية من الأسلحة بنسبة 28% بعد أن بلغت ذروتها عند أعلى مستوى لها على الإطلاق في الفترة 2014-2018.

وقدمت الولايات المتحدة 75% من واردات الأسلحة السعودية في الفترة 2019-2023، والتي تضمنت تسليم 67 طائرة مقاتلة ومئات من صواريخ الهجوم الأرضي.

وتأتي غالبية واردات الأسلحة لدول الشرق الأوسط من الولايات المتحدة (52%)، تليها فرنسا (12%) وإيطاليا (10%) وألمانيا (7.1%).


المصدر : وكالات