خالد العزي


عشية الانتخابات الرئاسية لروسيا الاتحادية، امتلأ لبنان باللوحات الإعلانية التي تحمل صورة فلاديمير بوتين، واقتباسات من تصريحاته ورموز الدولة الروسية.  الأمر الذي يخلق انطباعا بأن لبنان أصبح عن غير قصد مشاركًا مباشرًا في العملية الانتخابية في روسيا البعيدة.
يُعتبر انتخاب رئيس روسيا بمثابة انتخاب زعيم للعالم متعدد الأقطاب. في الوقت نفسه، أصبح الاتحاد الروسي منذ فترة طويلة دكتاتورية شمولية ذات طموحات استعمارية جديدة، حيث حول النظام الحاكم فيها الاستحقاق الانتخابي إلى طقوس محرومة من جوهرها الأساسي، لأن السلطة لا يختارها الشعب، بل يتم اختيارها من قبل الشعب (من حاشية بوتين). أُجريت آخر انتخابات حرة نسبياً في روسيا في عام 1996، على الرغم من أن نتائجها كانت مزورة على الأرجح.
ومن المتوقع أن تكون ما يسمى بـ"انتخابات" بوتين في 17 مارس/آذار 2024، الأسوأ في تاريخ روسيا، حيث ستصاحبها انتهاكات صارخة للقانون الدولي وأعمال عنف ضد ملايين المواطنين الأوكرانيين في الأراضي المحتلة مؤقتا. 
يحاول الكرملين تقليديًا استخدام العملية الانتخابية لإضفاء الشرعية على الأراضي المحتلة في نظر المجتمع الدولي، بفضل مشاركة مراقبين أجانب، بما في ذلك من لبنان.
وفي حالة إعادة انتخاب بوتين مرة أخرى، ستستمر روسيا في فرض تهديدات على العالم المتحضر برمته، وستتميز الفترة حتى عام 2030 بمزيد من تفاقم الاضطرابات الجيوسياسية. 
ونتيجة لذلك، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل بمعزل عن الجرائم التي ترتكبها قوة الاحتلال على الأراضي الأوكرانية، وأن يعترف بنتائج الانتخابات الزائفة.

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News