عماد حداد


علّق مستشار لإحدى المرجعيات المسيحية على المواقف الأخيرة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ووصفها بأنها محاولة الغريق للتمسّك بخشبة وطلب النجدة عسى أن يرمي له المسيحيون حبل النجاة لإنقاذه من الورطة التي وقع فيها نتيجة سنوات من الممارسات الخاطئة والقرارات الخطايا التي اتخذها وتمتّعه بالحماية والرعاية من خارج البيئة المسيحية ليشكّل التيار قوة سياسية داخل هذه البيئة مرتبطة بأكثر من تفاهم مع حزب الله اعتبره الرئيس السابق ميشال عون "تكاملاً وجودياً" في دلالة على حجم تورّط حزب الله في اختراق الساحة المسيحية وحرفها عن مسارها التاريخي الطبيعي.

وأضاف المستشار بأن باسيل فقد مصداقيته تجاه المسيحيين وبأن الثقة منعدمة به لدى المراجع المسيحية و"عودة الإبن الضال" ليست بالسهولة التي يعتقدها باسيل باعتماد خطاب هجومي ضد الحزب من دون مراجعة شاملة للمسيرة السابقة التي أدّت إلى اضمحلال الدولة وشلل مؤسساتها ووصولها إلى الإنهيار في حين أن التيار كان شريكاً أساسياً في المنظومة الحاكمة وما زال على الرغم من مهاجمتها وإلا فما معنى أن يمارس وزراؤه سلطاتهم فيما يهاجمون رئيس الحكومة بسبب تجاوزه صلاحياته، واعتبر بأن هذا الإنفصام السياسي لا يمكن أن يؤسس لعلاقة جديدة وجيدة بين المراجع والقيادات المسيحية والتيار طالما يمسك باسيل بخنجر مصالحه الخاصة للطعن به متى دعت الحاجة، والسوابق تشهد.

وختم المستشار نفسه بأن باسيل يسير على خطى وخطأ حزب الله في الإستفراد بالقرارات من دون مشورة ولا دستور لقطع الطريق على الشراكة المسيحية والرأي الآخر المعارض، وعند الوقوع في الورطة تعلو صرخة الحقوق والشراكة في الأضرار بعد تفرّده بالمكاسب الفئوية التي جاءت على حساب المصلحة الوطنية والمسيحية، وإذا كان حزب الله تفرّد بقرار الحرب والسلم وأنشأ دويلته، فالتيار تفرّد بقرار بناء جماهريته العونية وهدم الجمهورية اللبنانية، وفشل التيار في السلطة لا يوازيه سوءاً وضرراً على المسيحيين إلا فشله في المعارضة الحقيقية والمبدئية الواضحة.

 

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )