في اليوم العالمي للسعادة، يعبّر معظم اللبنانيين عن شعورهم بالقلق من مخاطر المرض، وعجزهم عن تأمين احتياجاتهم الأساسية، ومخاوفهم من مستقبل غامض لأولادهم.


احتلال لبنان المرتبة الأولى عربياً، الثالثة عالمياً، في مؤشر البؤس العالمي لعام 2023، يدلّ على صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها البلد.

يُذكر أنّ لبنان احتلّ أيضاً المركز 136 في مؤشر السعادة العالمي الصادر عن الأمم المتحدة لعام 2023، مما يعكس عمق الأزمات التي تُواجه شعبه.

يُحتفل باليوم العالمي للسعادة في 20 مارس من كل عام، اعترافاً بأهمية السعادة والرفاه كقيمة عالمية يسعى إليها البشر في كل أنحاء العالم.

يبقى الجواب رهناً بقدرة الحكومة على إيجاد حلول جذرية للأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وبتضافر جهود جميع أفراد المجتمع لمواجهة التحديات وتحقيق مستقبل أفضل للبلاد. 

ينقسم اللبنانيون، بحسب الباحث محمد شمس الدين، إلى فئتين: السعداء والأشقياء. فمن يملكون المال هم سعداء، بينما يواجه الآخرون صعوبات في تأمين احتياجاتهم الأساسية. هذا التفاوت يعزز الفجوة الاجتماعية في المجتمع اللبناني.

ويحذّر الخبراء من أن المال ليس مرادفاً للسعادة. فهناك منازل فاخرة أصحابها غير سعيدين، يفتقرون إلى الحنان والاحتواء، ويبحثون عن السعادة خارج إطار المال.

نتيجة الأزمة الاقتصادية، ارتفعت معدلات الفقر وزادت صعوبة تأمين احتياجات اللبنانيين. ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض قيمة العملة المحلية، وارتفاع التضخم، ورفع الدعم عن الأدوية والوقود.

يُعتقد البعض أن الحياة في لبنان طبيعية رغم الأزمات، مستندين إلى ازدحام المطاعم والترفيه. لكن نائب رئيس "نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري"، خالد نزهة، يؤكد أن هذا القطاع تأثر سلباً بالأحداث على حدود لبنان والقصف الإسرائيلي.

يأمل نزهة بتوقف المعارك وعودة المغتربين اللبنانيين لزيارة وطنهم. فغيابهم سيضرّ بقطاع المطاعم بشكل كبير.

يواجه اللبنانيون تحديات كبيرة، لكن يمكن أن يكون هناك جوانب إيجابية للسعادة، بحسب الأستاذة الجامعية وديعة الأميوني. هذه الجوانب مرتبطة بالروابط الاجتماعية والروح المقاومة للشعب اللبناني.

يُمكن للمغتربين أن يلعبوا دورًا بارزًا في الدعم والمساندة، من خلال إرسال الأموال والعون المعنوي. كما يمكنهم أن يكونوا سفراء للثقافة اللبنانية في الخارج.

السعادة قرار وقناعة، وهي شعور نسبي يختلف من شخص لآخر، ولا يمكن ربطه بمعايير محددة، بل يتغير بتقدم العمر وظروف كل شخص وبيئته. فالظروف التي يمر بها الإنسان تلعب دورًا هامًا في تحديد معايير سعادته. ففي غزة، قد يكون تأمين لقمة العيش هو أقصى درجات السعادة. كما أن للبيئة دورًا هامًا، ففي البلدان ذات الطقس القاسي قد يصاب السكان بالكآبة، بينما في لبنان، قد يساهم الطقس المعتدل وموقعه الجغرافي المتميز في بث شعور إيجابي لسكانه.

 


المصدر : وكالات