تُعدّ إسرائيل، صاحبة التكنولوجيا الأكثر تطوّراً، خاصةً في مجال تكنولوجيا المعلوماتية. وتُستخدم هذه التكنولوجيا لاختراق الأجهزة الإلكترونية لخصومها، والتشويش على عملها، وربما السيطرة عليها، ما يُعرّض الأمن القومي لأي دولة أو جهة تواجه إسرائيل للخطر.


يُستخدم التشويش بكثرة في الحروب، لإعاقة اتصالات جيش العدو، أو إعماء الرادارات عن كشف حركة الطائرات أو الصواريخ. ولهذا التشويش تأثيرات اقتصادية كبيرة، فهو يُعطل الأجهزة الإلكترونية اللاسلكية، ومنها أجهزة الاتصالات والانترنت وأنظمة الملاحة، ما يُعيق مصالح الأفراد والمؤسسات، ويُؤثّر على عمل الدولة، خاصةً في المطارات والموانىء وحركة التجارة.

مع بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في أعقاب الحرب على قطاع غزة، ازداد تأثير التشويش على تراجع خدمات الاتصالات والانترنت، ووصل الأمر إلى التأثير على حركة الملاحة الجوية في مطار بيروت، الأمر الذي يُعدّ بالغ الخطورة.

يقوم العدوّ الإسرائيلي خلال فترة الحرب الراهنة، بتركيز إشارات كثيرة نحو مراكز لبنانية حيوية، من ضمنها المطار وشبكات الاتصالات. وحذّر وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية من التشويش الإسرائيلي على مطار بيروت، والذي حذّرت منه الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران EASA، ورأت أنه يُشكل خطراً على جميع شركات النقل الجوي.

أبلغ حمية سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، مخاطر التشويش الإسرائيلي على المطار، وطالبها ببذل دول الاتحاد الأوروبي الجهود لاتخاذ تدابير جذرية لإزالة هذا الخطر.

رغم التحذيرات من تأثير التشويش على حركة الملاحة الجوية، إلاّ أن مصادر في وزارة الاتصالات تقرّ بالخطر المحتمل للتشويش، لكنها تؤكد أن الأمور حتى الآن تحت السيطرة. وتشير المصادر إلى أن القلق يبدأ حين "يقترب العدوّ من الإشارات المستعملة في المطار، فيعرقلها ويعطِّل تجاوُب الطائرات مع برج المراقبة، أو يعطيها معلومات خاطئة."

يُشكلّ التشويش الإسرائيلي تهديداً خطيراً على سلامة لبنان، ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة لوقف هذا العدوان، وضمان سلامة المدنيين اللبنانيين.


المصدر : وكالات