محمد العروقي


تسارعت في الآونة الأخيرة الأحاديث والإشاعات حول ميل أوكرانيا لمفاوضات سلام مع روسيا، وذلك بسبب الضغوط الغربية على أوكرانيا، فضلاً عن خفض الدعم الغربي لها، وعدم تحقيق أوكرانيا إنجازات ملموسة على الأرض، خاصة بعد الهجوم المضاد الأخير. هذه الأخبار تتزايد مع اشتداد المعارك على جبهات مختلفة، وتنفيذ أوكرانيا لعمليات نوعية في العمق الروسي.

وعلى الرغم من ذلك، يمكن إدراك النقاط التالية:

1-    مساعي أوكرانيا للسلام هي مجرد فرقعات إعلامية روسية تهدف إلى تشويش الجبهة الداخلية الأوكرانية، واستغلال اختلاف وجهات النظر بين القادة الغربيين في دعم أوكرانيا.
2-    الغرب لا يزال يدعم أوكرانيا، كما يظهر من خلال تصريحات ماكرون الأخيرة حول إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، والمحاولات القوية لإقناع المستشار الألماني بدعم أوكرانيا بصواريخ "توروس" رغم رفضه، بالإضافة إلى صرف مساعدة أمريكية بقيمة 400 مليون دولار واستمرار بريطانيا وكندا في دعم وتدريب الجنود الأوكرانيين.
3-    يجب عدم تجاهل تحول روسيا للاقتصاد العسكري، ومخاوف تقارير المخابرات الغربية، خاصة الألمانية، من قدرة روسيا على مهاجمة دول ضمن حلف الناتو( البلطيق – بولندا- فلندا)، مما يبعث على عدم الثقة في قادة الغرب بالرئيس الروسي بوتين ويجعل من الصعب تحقيق السلام في المستقبل القريب.
4-    الضربات الأوكرانية المؤثرة للخطوط الخلفية الروسية، والحد من قدرات أسطول البحر الأسود وضرب مصادر تكرير النفط الروسي، تدل على أن لدى الجيش الأوكراني الإمكانات اللازمة لمواصلة المعركة باستخدام أساليب تقنية وتكنولوجية جديدة.
من هذا المنطلق، يمكن القول إن ميل أوكرانيا للسلام وضرورة الموافقة على شروط روسيا مجرد دعاية روسية يروجها بعض قادة الاتحاد الأوروبي الموالين لبوتين مثل فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر، وليس هناك نية غربية لوقف الدعم لأوكرانيا. بالعكس، تحاول روسيا التأثير على "قمة السلام العالمية" المزمع عقدها في سويسرا لدعم خطة السلام الأوكرانية. ولذلك، يبدو من المستبعد أن تنتهي الحرب هذا العام أو أن ترضخ أوكرانيا للشروط الروسية.

(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News