عقدت منظمة "مراسلون بلا حدود" مؤتمرا صحافيا أعلنت فيه افتتاح "المركز الإقليمي لحرية الصحافة" في بيروت، في مركز "توين تاورز"- سامي الصلح، في حضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، رئيس "مؤسسة سمير قصير" مالك مروه والصحافية في قناة "الجزيرة" كارمن جوخدار وهيئات اعلامية .


والقى الوزير المكاري كلمة عبر فيها عن "فخره بأن يتم افتتاح هذا المركز في بيروت، التي ستبقى منارة في الشرق الاوسط"، كما توجه بالشكر الى "مؤسسة سمير قصير" لافتا الى "اهمية التعاون بين الصحافيين" وقال: "نحن كمؤسسة رسمية وتلفزيون رسمي ارسلنا صحافيين خضعوا لدورة تدريب مع مؤسسة سمير قصير، فصحافيو الوكالة الوطنية وتلفزيون لبنان قاموا بدورات عديدة مع الجيش اللبناني والدفاع المدني والصليب الاحمر".

 

وفي موضوع اغتيال الصحافيين قال: "أظهرت التحقيقات كلها ان الاستهداف كان متعمداً لقتل الحقيقة، ولثني الكثير من الصحافيين عن القيام بمهامهم لتوثيق الاعتداءات الاسرائيلية".

واضاف: "نحن كوزارة اعلام وكحكومة لبنانية غير موقعين على أي معاهدات لها علاقة بمحاكم جنائية ومحاكم دولية، إنما نقوم بما يمكننا القيام به من مراسلات تمكن اشخاصا مثل شقيقة عصام عبدالله أن تتقدم بدعوى، ولذلك سيعرض في أول جلسة لمجلس الوزراء بأن يكون تحقيق وكالة "رويترز" تحقيقا مفصلا تعتمده الدولة اللبنانية، حتى تستطيع عائلة الشهيد عصام أن تتقدم بشكوى أمام الهيئات الجنائية والدولية".

وتابع: "جزء من الحرب اعلامي وجزء آخر توثيق لما يجري من انتهاكات وخروقات لها علاقة بسيادة لبنان وبالقرار 1701. وفي موضوع سلامة الصحافيين نحن عملنا كثيرا ونتعاون مع الهيئات الدولية وسيصلنا قريبا تجهيزات للصحافيين، وأود أن أقول أننا راسلنا الكثير من المؤسسات الاعلامية التي لديها مراسلون في الجنوب ان يتخذوا الاجراءات الجدية في التجهيزات والتدريب تحت طائلة المسؤولية".

وختم: "في موضوع حرية التعبير في لبنان، فهو تقدم 11 نقطة في السنة الماضية، ويمكن أن يعود وينخفض هذا التقدم، ولكن ذلك ليس له علاقة بحرية التعبير بقدر ما يكون له علاقة بما يجري على ارض الجنوب. وفي جميع الاحوال نحن سعداء بالتعاون مع كل منظمة دولية تؤمن بالحرية وبسلامة الصحافيين".

ثم تحدثت الصحافية كارمن جوخدار عن تجربتها واصابتها الخطيرة خلال تأديتها "مهمتها الاعلامية على ارض الجنوب، في 13 تشرين الاول  حيث استهدفت اسرائيل 7 صحافيين على ارض الجنوب واستشهد يوها الزميل عصام عبدالله وأنا اصبت اصابة بليغة. يوجد عدة مستويات يجب أن نتكلم عنها، يوم البارحة عدت الى التغطية، يوجد زملاء غير مدركين لأهمية التجهيزات الواقية، ولكنها شديدة الاهمية لسلامتهم، كما أن الصحافيين معظمهم ير مدربين ولا يعرفون حقوقهم".

 

واضافت: "وأتوجه الى المؤسسات الاعلامية لأقول لها أنها مسؤولة تجاه الصحافيين الذين يقومون بواجباتهم، حيث نقوم بتغطية الانتهاكات ضد لبنان وضد الانسان ونغطي حقبة من تاريخ هذا البلد، فالمؤسسات مسؤولة أن تتعاون مع الدولة والمنظمات من اجل سلامة الصحافيين، لا مكانا آمنا في الجنوب وفي أي ساحة حرب. كما على المستوى القضائي والقانوني وبالتالي على المؤسسات الاعلامية أن تطلع وتعرف كيف متابعة حق الصحافي وواجباته".

وختمت بشكر منظمة "مراسلون بلا حدود" مشددة على "اهمية توثيق الاحداث وسوقها ضد اسرائيل الت يتعودت الافلات من العقاب، ولكن دعم الصحافيين والوقوف الى جانبهم لتأدية مهامهم بأفضل مستوى.وفي ظل ضعف الدعم من المؤسسات الاعلامية يبقى الدور الاهم للمنظمات الدولية".

كما القت مديرة الحملات في منظمة "مراسلون بلا حدود" ربيكا فانسان كلمة قالت فيها: "بينما نجتمع في بيروت اليوم، قتلت قوات إسرائيل أكثر من 100 صحافي في قطاع غزة خلال أقل من 6 أشهر، ومن بين هؤلاء الصحافيين من تم استهدافهم أو قتلهم عمداً أثناء قيامهم بعملهم. ما يجعل من غزة منطقة الصراع الأكثر دموية بالنسبة لوسائل الإعلام في التاريخ، في حين كان للحرب في غزة تأثير لا يمكن إنكاره على الصحافة في المنطقة".

 

وتابعت: "اليوم نتذكر عصام عبد الله، صحافي "رويترز" الذي قُتل بقصف إسرائيلي على جنوب لبنان في 13 أكتوبر 2023. وقد تم دعم النتائج التي توصلنا إليها في تحقيقنا الأولي ك "مراسلون بلا حدود" في مقتل عصام تحقيقات أجرتها منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ووكالة الصحافة الفرنسية، وتوصلت رويترز إلى أن نيران الدبابات الإسرائيلية قتلت عصام وأصابت 6 صحافيين آخرين. وهذا ما أكده تقرير صدر مؤخراً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. ومع ذلك لم تتم أي مساءلة عن جريمة الحرب الواضحة هذه، لقد تأثرنا بشدة بالأمس عندما التقينا مع كريستينا عاصي، التي تغيرت حياتها بسبب الجروح الخطيرة في هذا الهجوم، كما أصيب ديلان كولينز بجروح خطيرة ايضا".

واضافت: "على مدى الأشهر الستة الماضية، استخدمت مراسلون بلا حدود مجموعة من التكتيكات لمعالجة جوانب مختلفة لأزمة الصحافة التي خلقتها الحرب في غزة، بما في ذلك المراقبة المستمرة والتنبيه على الحالات والتطورات؛ تعبئة الجمهور؛ الانخراط في الدعوة مع الحكومات والهيئات الدولية؛ تقديم سلسلة من الشكاوى القانونية إلى المحكمة الجنائية الدولية؛ وتقديم المساعدة الطارئة للصحافيين في غزة، بما في ذلك العمل مع شريكنا المحلي "إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية" (أريج)،لتوفير المعدات المهنية ومنتجات البقاء الأساسية، وإنشاء ثلاث مساحات عمل في غزة".

ثم تحدث رئيس "مؤسسة سمير قصير" مالك مروه واستهل كلمته بتوجيه "تحية لروح الاعلامية جيزيل خوري التي أسست مؤسسة سمير قصير، وبرؤيتها البعيدة ونشاطها وطاقاتها الكبيرة أحيت هذه المؤسسة، فلها منا اليوم الف تحية لروحها"، وشكر "منظمة مراسلون بلا حدود على تعاونهم مع مؤسسة سمير قصير وافتتاحهم هذا المركز بالشراكة والتعاون معنا، وأهمية هذا المركز هو الحاجة لأننا نعيش في حالة حرب والصحافيون يسعيشون في حالة مزرية جداً، حيث وقع 3 شهداء و12 جريحا من الصحافيين على ارض الجنوب، والمجازر التي ترتكب ضد الصحافيين في غزة غير مسبوقة بتاريخ الصحافة اضافة، الى المشاكل التب يواجهها الصحافيون في سوريا".