"نزيفٌ أبيض" يُصيبُ لبنانَ اليوم، فنزيفُ القطاعِ الطبيّ يُهدّدُ حياةَ المرضى، مع ازديادِ هجرةِ الأطباء والممرّضين والممرّضات. فما هي تداعياتُ هذهِ الأزمةِ على صحّةِ اللبنانيين؟ وهل من حلولٍ لوقفِ هذا النزيف؟


يُعاني القطاع الطبيّ في لبنان من نزيفٍ مستمرّ، تفاقمَ مع الانهيارِ الماليّ وارتفاع سعر صرف الدولار، ناهيك عن جائحة كورونا وانفجار المرفأ. فغادرَ لبنانُ عددٌ كبيرٌ من الأطباء والممرّضين والممرّضات، ووصلت نسبة الهجرةِ بحسب التوقعات إلى حوالى 35 في المئة.

ورغم عودةِ بعضِ الكوادرِ الطبيةِ في الآونة الأخيرة، إلا أن النقصَ لا يزالُ كبيرا في عدد من الاختصاصات الدقيقة، ممّا يشكّلُ خطرًا حقيقيًا على صحةِ المرضى.

فبحسب نقيبِ الأطباء يوسف بخاش، موجةُ الهجرة لا تزال مستمرة، ما أوجد نقصًا كبيرًا في عددٍ من الاختصاصات، وباتَ يشكّل تهديدا حقيقيا لصحة المواطنين، لا سيما الأطفال.

وكشف بخاش أنّه في ما يتعلق بجراحةِ القلبِ عند الأطفال، لم يتبقّ في لبنان اليوم إلا جرّاحٌ واحدٌ في هذا الاختصاص بعدما هاجرت البقيةُ منهم.

كما ويُعاني لبنانُ أيضًا من نقصٍ في أطباء الأشعة، ففي الماضي كان هناك طبيبان أو ثلاثة من هذا الاختصاص في كل مستشفى، أما اليوم، فلم يعد هناك إلا طبيبٌ واحد في المدينة كلّها.

والأمرُ نفسه ينسحبُ على أطبّاء البنج والطوارئ، إذ ان عدد اطباء الطوارئ اليوم في لبنان لا يتعدّى الـ40 في حين أننا بحاجة إلى 600 على الأقل.

ويوضح بخاش أن جهودا كبيرة تُبذل من قبل الجمعيات ونقابةِ الأطباء من أجل خلق توازن، وتوجيه طلاب الطب نحو الاختصاصات التي بتنا في حاجة إليها في لبنان.

يبقى نزيفُ القطاعِ الطبيّ في لبنان مستمرًا، ونزيفُ الكوادرِ الطبيةِ يُهدّدُ حياةَ المرضى. فطالما جنودُ الصفوف الأمامية عنّا بعيدون، لن نجدَ من يضمّدُ جراحَنا!


المصدر : Transparency News